الدكروري يكتب عن الجبارون مع بلعم بن باعور
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الجبارون مع بلعم بن باعور
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس” وذكر البخاري ومسلم، في صحيحيهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بُضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها ولما يبن، ولا آخر قد بنى بنيانا ولم يرفع سقفها، ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها، قال فغزا فدنا من القرية حين صلي العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه، فجمعوا ما غنموا، فأتت النار لتأكله فأبت أن تطعمه، فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده، فقال فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك، فبايعته قبيلته.
فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة، فقال فيكم الغلول أنتم غللتم، قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب، قال فوضعوه بالمال وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا” وذكر ابن كثير أنه لما دخل يوشع بهم باب المدينة أمرهم أن يدخلوها سجدا أي ركعا متواضعين شاكرين لله عز وجل على ما مّن به عليهم من الفتح العظيم، الذي كان الله وعدهم إياه، وأن يقولوا حال دخولهم ” حطة ” أي حط عنا خطايانا التي سلفت من نكولنا الذي تقدم منا، وأما بنوا إسرائيل فإنهم خالفوا ما أمروا به قولا وفعلا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وهم يقولون حبة في شعرة، وفي رواية حنطة في شعرة، وحاصله أنهم بدلوا ما أمروا به واستهزأوا به.
كما قال تعالى حاكيا عنهم في سورة الأعراف ” وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين، فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذى قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون ” ويقول ابن كثير رحمه الله، ولما استقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه، وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب التوراة حتى قبضه الله إليه، وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة، فكانت مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة، وهكذا كان نبى الله موسى ويوشع بن نون عليهما السلام فلما بلغو أرض الجبارين فقد اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعور، وهو من ولد لوط، فقالوا له إن موسى قد جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا فادع الله عليهم.
وكان بلعم يعرف اسم الله الأعظم، فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين، ومعهم الملائكة؟ فراجعوه في ذلك وهو يمتنع عليهم، فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية، فقبلتها، وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل ، فقالت له في ذلك، فامتنع، فلم يزل به حتى قال أستخير الله، فاستخار الله تعالى، فنهاه في المنام، فأخبرها بذلك.
الدكروري يكتب عن الجبارون مع بلعم بن باعور
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.