الدكروري يكتب عن النبي سليمان يتفقد الطير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن النبي سليمان يتفقد الطير
إن من أعظم النساء التي حكمت في التاريخ وكانت ملكة وذات شأن عظيم هي الملكة بلقيس ملكة سبأ التي ذكرها الله تعالي في كتابة الكريم، ولقد بدأت هذه القصة العظيمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابة الكريم بتفقد نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام للطير، فلم يجد الهدهد، وكانت وظيفة الهدهد أن يبحث لهم عن الماء، ويهدي الجند لمكانه، فتوعده نبي الله سليمان بالعذاب الشديد أو الذبح إذا لم يأته بعذر قوي لغيابه، فلما جاء الهدهد أخبر نبي الله سليمان عليه السلام أنه كان في مملكة سبأ، وأنه وجد الملكة امرأة، قد منَّ الله عليها وعلى مملكتها بكل الخيرات، وبأفضل الأشياء، ولكنها للأسف تعبد الشمس من دون الله عز وجل، وقيل إن بلقيس لم تكن امرأة عادية، أو ملكة حكمت في زمن من الأزمان ومر ذكرها مرور الكرام.
شأن كثير من الملوك والأمراء، ودليل ذلك هو ورود ذكرها في القرآن الكريم، فقد خلد القرآن الكريم بلقيس، وتعرض لها دون أن يمسّها بسوء، ويكفيها شرفا أن ورد ذكرها في كتاب منزل من لدن حكيم عليم، وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولم ولن يعتريه أي تحريف أو تبديل على مر الزمان، لأن رب العزة سبحانه وتعالي تكفل بحفظه وصونه فقال تعالي “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” فإن ذكر بلقيس في آخر الكتب السماوية وأعظمها وأخلدها هو تقدير للمرأة في كل زمان ومكان، فهذه المرأة التي استضعفتها الشعوب والأجناس البشرية وحرمتها من حقوقها، وأنصفها الإسلام وكرمها أعظم تكريم، وهذا في مجمله وتفصيله يصب في منبع واحد، ألا وهو أن الملكة بلقيس كان لها شأن عظيم.
جعل قصتها مع النبي سليمان عليه السلام تذكر في القرآن الكريم، وقد ورد ذكر الملكة بلقيس في القرآن الكريم، فهي صاحبة الصرح المُمرد من قوارير وذات القصة المشهورة مع النبي سليمان بن داود عليه السلام في سورة النمل، وقد كان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين، و يسجدون لها من دون الله، وهذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه نبي الله سليمان عليه السلام ليبحث عن مورد للماء، و بعد الوعيد الذي كان قد توعده سليمان إياه لتأخره عليه بأن يعذبه إن لم يأت بعذر مقبول عاد الهدهد وعذره معه فقال كما قال تعالي “أحطت بما لم تحط به و جئتك من سبأ بنبأ يقين” فقد وجد الهدهد أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهم “يسجدون للشمس من دون الله”
فما كان من نبي الله سليمان عليه السلام المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرى صدق كلام الهدهد، فقال ” سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين” وأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتاب يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه، ونصه “إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين”
الدكروري يكتب عن النبي سليمان يتفقد الطير
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.