مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن بلعام بن باعوراء

 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن بلعام بن باعوراء

روي عن مالك بن دينار أنه قال، أنه بعث بلعام بن باعوراء إلى ملك مدين ليدعوه إلى الإيمان، فأعطاه وأقطعه فاتبع دينه وترك دين موسى عليه السلام، ففيه نزلت هذه الآيات، وروى المعتمر بن سليمان عن أبيه قال، كان بلعام قد أوتي النبوة، وكان مجاب الدعوة، فلما أقبل نبى الله موسى عليه السلام في بني إسرائيل يريد قتال الجبارين ، فقد سأل الجبارون بلعام بن باعوراء أن يدعو على نبى الله موسى فقام ليدعو فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه، فقيل له في ذلك، فقال لا أقدر على أكثر مما تسمعون، واندلع لسانه على صدره، فقال قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة، فلم يبق إلا المكر والخديعة والحيلة، وسأمكر لكم، فإني أرى أن تخرجوا إليهم فتياتكم فإن الله يبغض الزنى، فإن وقعوا فيه هلكوا.

 

ففعلوا فوقع بنو إسرائيل في الزنى، فأرسل الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا، وقد ذكر هذا الخبر بكماله الثعلبي وغيره، وروي أن بلعام بن باعوراء دعا ألا يدخل موسى مدينة الجبارين، فاستجيب له وبقي في التيه، فقال نبى الله موسى يا رب، بأي ذنب بقينا في التيه فقال بدعاء بلعام، قال فكما سمعت دعاءه علي فاسمع دعائي عليه، فدعا موسى أن ينزع الله عنه الاسم الأعظم فسلخه الله ما كان عليه، وقال أبو حامد في آخر كتاب منهاج العارفين له وسمعت بعض العارفين يقول إن بعض الأنبياء سأل الله تعالى عن أمر بلعام وطرده بعد تلك الآيات والكرامات، فقال الله تعالى ” لم يشكرني يوما من الأيام على ما أعطيته، ولو شكرني على ذلك مرة لما سلبته” وقال عكرمة كان بلعام نبيا وأوتي كتابا.

 

وقال مجاهد إنه أوتي النبوة، فرشاه قومه على أن يسكت ففعل، وتركهم على ما هم عليه، وقال الماوردي وهذا غير صحيح، لأن الله تعالى لا يصطفي لنبوته إلا من علم أنه لا يخرج عن طاعته إلى معصيته، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم، أنه نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي، وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل رسولا في ذلك الوقت، وتمنى أن يكون هو ذلك الرسول، فلما أرسل الله رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حسده وكفر به، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ” آمن شعره وكفر قلبه ” وقال سعيد بن المسيب، نزلت في أبي عامر بن صيفي، وكان يلبس المسوح في الجاهلية، فكفر بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة.

 

فقال يا محمد، ما هذا الذي جئت به ؟ قال جئت بالحنيفية دين إبراهيم، قال فإني عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست عليها لأنك أدخلت فيها ما ليس منها، فقال أبو عامر أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم” نعم أمات الله الكاذب منا كذلك” وإنما قال هذا يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث خرج من مكة فخرج أبو عامر إلى الشام ومر إلى قيصر وكتب إلى المنافقين استعدوا فإني آتيكم من عند قيصر بجند لنخرج محمدا من المدينة فمات بالشام وحيدا، وفيه نزل قول الله عز وجل ” وإرصادا لمن حارب الله ورسوله” كما جاء في سورة التوبة.

 

الدكروري يكتب عن بلعام بن باعوراء


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة