الدكروري يكتب عن بني اسرائيل في بيت المقدس
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن بني اسرائيل في بيت المقدس
لما استقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع بن نون، يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله تعالى إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة فكان مدة حياته بعد نبى الله موسى عليه السلام سبعا وعشرين سنة، ويوجد مقام وضريح للنبي يوشع بن نون يقع في الأردن بالقرب من مدينة السلط، ولكن يذكر ان النبي يوشع بن نون مدفون في بغداد في الجانب الغربي بمنطقة الكرخ في مقبرة الشونيزية وتعرف حاليا بالشالجية ويقع قرب محطة القطار ومقابل مطار المثنى ويعود بناؤه إلى العهد الملكي، والذى قال ذلك مستندا إلى وصية عبد الله بن أحمد بن حنبل بان يدفن إلى جوار نبي أحب اليه من أن يكون في جوار أبيه، وهذه الوصية تؤكد على وجود النبي يوشع بن نون.
في هذه المنطقة، وإن من العبر المستفادة من قصة يوشع بن نون وهو أن بيت المقدس هو مقر الأنبياء ومسكن المؤمنين، وأن التوكل على الله تعالى صفة المؤمنين من عباده، وأن الإيمان بالله تعالى والثقة بأن النصر يكون من عنده طريق للوصول إلى القصد الذي يقصده العبد، وإن هذه القصة تبين لنا جانبا من جوانب الإعجاز الإلهي، والقدرة الربانية وأنه سبحانه هو المتصرف في هذا الكون وبيده الملك والخلق والتدبير، وبالتالي فهو المستحق للعبادة وحده، كما أنها تظهر تأييد الله لرسله، وإعانته لهم على القيام بما أوكل إليهم من مهام، ومن خلالها يتبين لنا أن المهمات الكبرى، والقضايا المصيرية التى يرتبط بها عز الأمة ونصرها، ينبغي ألا تفوّض إلا لحازم فارغ القلب، لم تأسره الدنيا.
ولم يشغله المعاش، ولم تلهه الشهوات، لأن المتعلق بأمور الدنيا، وشؤون الحياة والمعاش، قد يضعف عزمه عن المواجهة والإقدام، والقلب إذا تشعبت به الهموم ضعُف عمل الجوارح، وإذا اجتمع قوي عملها وتوحد الهم، وهو معنى جليل يحتاجه العبد في سيره إلى الله تعالى، فهو بحاجة إلى يوحد همومه ويجمع قلبه لكي يصح سيره، وتتضح وجهته وإلا تشعبت به الهموم ولم يبق للآخرة منها شيء ، وقد أشار النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى في قوله ” من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد ، كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا ، لم يبال الله في أي أوديته هلك” رواه ابن ماجه، وقوله أيضا صلى الله عليه وسلم ” من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه،
وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له” رواه الترمذي ، وأما عن قول الحق سبحانه وتعالى ” واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين” فقد ذكر أهل الكتاب قصة عرفوها في التوراة، واختلف في تعيين الذي أوتي الآيات، فقال ابن مسعود وابن عباس رضى الله عنهما هو بلعام بن باعوراء، ويقال ناعم، وهو من بني إسرائيل في زمن نبى الله موسى عليه السلام، وكان بحيث إذا نظر رأى العرش، وهو المعني بقوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا ولم يقل آية، وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه، ثم صار بحيث إنه كان أول من صنف كتابا في أن “ليس للعالم صانع ”
الدكروري يكتب عن بني اسرائيل في بيت المقدس
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.