مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن تنصر زوجها بعد إسلامة 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن تنصر زوجها بعد إسلامة

إن الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله به بعضهم علي بعض، فكم من امرأة تتبع زوجها في كل حركة وسكنة في حياته، تفعل الخير بفعله، وتكف عن الشر بكفه، ولكن هذه المرأة المهاجرة بدينها وولدها لم يزعزعها ألم الفراق بينها وبين زوجها وعائلها، في بلد يبعد آلاف الأميال عن بلدها، وإنما حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تثني زوجها عن تغيير عقيدته إلى عقيدة التوحيد، لكنه أصرّ وتولى، فصبرت وشكرت، فكافأها الله بزواجها من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجعلها أمّا للمؤمنين، إنها السيدة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنأى عما يحدث لأصحابه أينما كانوا، فقد كان القائد الأول للمسلمين صلى الله عليه وسلم.

 

يتابع أحوال الجميع، وإنه مسئول يتفقد رعيته، ولم تكن أحوال المسلمين المهاجرين إلى الحبشة لتخفى عليه، فقد كان يتابعها بشكل دائم، وقد وصلت إليه صلى الله عليه وسلم أخبار السيدة الكريمة الشريفة أم حبيبة وما لاقت من مصاعب ومتاعب، وكيف صبرت وثبتت وتمسكت بالإسلام، رغم كل ما مرت به من أحوال، فكانت مواساة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لها أن طلب الزواج منها، وتقول السيدة أم حبيبة رضي الله عنها، فأرى في النوم كأن آتيا يقول يا أم المؤمنين، ففزعت، فأوّلتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتزوجني، فقالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، كانت تقوم على ثيابه ودهنه.

 

فدخلت عليّ فقالت إن الملك يقول لكى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجكه، فقالت بشرك الله بخير، قالت يقول لك الملك وكِّلى مَن يزوّجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، فكان هذا الزواج تعويضا لها عما لاقته رضي الله عنها، من عنت ومشقة، ومكافأة لها من الله سبحانه وتعالى، لصبرها وثباتها، وما ادخره الله عز وجل لها في الآخرة خير وأبقى، والسيده أم حبيبه كان أخوها هو معاوية بن أبي سفيان، وكان أبوه هو صخر بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وقد ولد رضي الله عنه قبل بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، وقد أسلم رضي الله عنه في عمرة القضاء بعد صلح الحديبية.

 

إلا أنه لم يظهر إسلامه إلا يوم فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة النبوية، وكان معاوية بن أبي سفيان سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأول خلفائها، وقد ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وقد أسلم قبل فتح مكة، ولما استخلف أبو بكر الصديق فقد ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت، ولما استخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد وكان هو أخيه يزيد بن أبى سفيان، ثم ولاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له، وبعد حادثة مقتل عثمان بن عفان، أصبح الإمام علي بن أبي طالب الخليفة.

 

فنشب خلاف بينه وبين معاوية بن أبى سفيان، حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي الإمام علي بن أبى طالب، فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية فى عام واحد وأربعين من الهجره، وكان ذلك وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمة له.

 

 

 

الدكروري يكتب عن تنصر زوجها بعد إسلامة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة