مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن حزقيل عليه السلام

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن حزقيل عليه السلام

روي أن نبى الله حزقيل عليه السلام كان نبي أرسلة الله عز وجل الي بني أسرائيل يدعوهم لعبادة الله، وحين امرهم بالجهاد رفضوا وعصوا امره خوفا من القتل والموت فقال لهم رجلين يقال لهم يوشع وكالب ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه، فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا أن كنتم مؤمنين، فرفضوا وفروا من القرية خوفا من الجهاد والقتل فبعث الله اليهم ملك الموت فقبض روحهم كلهم مرة واحدة ليعلموا ان الموت والحياه بيد الله ثم بعد ذلك دعي الله تعالى النبي حزقيل عليه السلام ان يحيهم فأحياهم الله مرة أخري وأمرهم بالجهاد، وقال الله تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة البقرة ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون”

 

وقال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه، إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى، وهو ابن العجوز، وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه، فيما بلغنا “ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت” وقال ابن إسحاق فروا من الوباء، فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله موتوا، فماتوا جميعا، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع، فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل، عليه السلام، فوقف عليهم متفكرا، فقيل له أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال نعم، فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما، وأن يتصل العصب بعضه ببعض، فناداهم عن أمر الله له بذلك، فقام القوم أجمعون، وكبروا تكبيرة رجل واحد، وقال أسباط.

 

عن السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة ، في قوله تعالى” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم” قالوا كانت قرية يقال لها ” داوردان ” قبل ” واسط ” وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها، فنزلوا ناحية منها، فهلك من بقي في القرية، وسلم الآخرون، فلم يمت منهم كثير، فلما ارتفع الطاعون، رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا بقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم، فوقع في قابل، فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا، حتى نزلوا ذلك المكان، وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى، وآخر من أعلاه أن موتوا، فماتوا.

 

حتى إذا هلكوا، وبقيت أجسادهم، مر بهم نبي، يقال له حزقيل، فلما رآهم وقف عليهم، فجعل يتفكر فيهم ويلوي شدقيه وأصابعه، فأوحى الله إليه تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال نعم، وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم، فقيل له ناد، فنادى يا أيتها العظام، إن الله يأمرك أن تجتمعي، فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض، حتى كانت أجسادا من عظام، ثم أوحى الله إليه أن نادى يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما، فاكتست لحما، ودما، وثيابها التي ماتت فيها، ثم قيل له نادى فنادى أيتها الأجساد، إن الله يأمرك أن تقومي، فقاموا، قال أسباط فزعم منصور، عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا سبحانك ربنا، وبحمدك، لا إله إلا أنت، فرجعوا إلى قومهم أحياء ، يعرفون أنهم كانوا موتى.

 

سحنة الموت على وجوههم، لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما، حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنهم كانوا أربعة آلاف، وعنه أيضا أنهم كانوا ثمانية آلاف، وعن أبي صالح أنهم كانوا تسعة آلاف، وعن ابن عباس أيضا أنهم كانوا أربعين ألفا، وعن سعيد بن عبد العزيز أنهم كانوا من أهل ” أذرعات ” وقال ابن جريج ، عن عطاء هذا مثل ويعني أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر، وقول الجمهور أقوى أن هذا وقع.

 

الدكروري يكتب عن حزقيل عليه السلام


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة