مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن حول سورة الفيل

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن حول سورة الفيل

لقد ورد في تفاصيل سورة الفيل أنها نزلت قبل سورة قريش حسب ما ذهب إليه الإمام الأخفش، وذلك لأن آخر آية في سورة الفيل يتعلق بأول آية في سورة قريش، ولأن أبي بن كعب قرأهما سورة واحدة دون أن يفصل بينهما ببسملة، وذهب البعض إلى أنها قد تكون نزلت بعد الفلق، وقد سميت سورة الفيل بهذا الاسم لأنها تناولت قصة أصحاب الفيل، وقد سماها بعض السلف حسب ما ورد في بعض كتب التفسير والحديث سورة باسم “سورة ألم تر” فقد روى القرطبي في تفسيره لسورة قريش أن عمرو بن ميمون كان يصلي خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقرأ في ثاني ركعة سورة ألم تر أي سورة الفيل، وسورة لإيلاف قريش أي سورة قريش، وعنونها الإمام البخاري بنفس الاسم.

 

إلا أنها في جميع المصاحف وجميع كتب التفسير تسمى سورة الفيل، وفى قصة أصحاب الفيل إظهار شرف الكعبة، وكيف أن الله تعالى تعهد بحفظها، وزادها شرفا ورفعة، لأنها أو بيت وصع للناس، وأيضا فى قصة أصحاب الفيل إظهار كيد الكافرين والمشركين الذي يتآمرون على بيت الله الحرام، وكذلك بيان تعظيم مشركين العرب لبيت الله الحرام لأن فيهم من بقايا ديانة إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام، وهم يعلمون جيدا مكانة هذا البيت وعظمته وقدسيته، وكذلك إظهار قدرة الله تعالى في قهر كل من يعتدي على حرماته، فالله تعالى لا يعجزه قوة أو عدد أو أي شيء، وكل شيء مسخر بامره، وظهر هذا واضحا في الفيل الذي رفض التوجه إلى الكعبة، وفي الطيور التي رمتهم بالحجارة.

 

وإن تفسير آية “ألم تر كيف فعل ربك” في تفسير هذه الآية الكريمة التي افتتحت فيها سورة الفيل، أن الله تعالى حين قال” ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل” وجّه خطابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، ألم تنظر يا محمد وترى بعين قلبك كيف جازى الله تعالى أصحاب الفيل الذين قدموا لهدم الكعبة، فالخطاب هنا موجه للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كي يرى ويتخيل بعين قلبه ليذكره الله تبارك وتعالى بحادثة أصحاب الفيل التي حمى الله بها بيته الحرام، ولقد جاء أبرهة إلى اليمن في الحملة التي أرسلها ملك الحبشة النجاشي أصحمة، بقيادة أرياط، لغزو اليمن والانتقام لمقتل المسيحيين في حادثة الأخدود على يد الملك ذي نواس، فصارت اليمن تابعة للحبشة، وتولى أرياط الحكم فيها.

 

في ظل ملكها الحميري السميفع، وتختلف الروايات في حقيقة العلاقة بين أرياط وأبرهة، فتجعل بعضها أرياط رئيسا على أبرهة، وأخرى تجعله ندا له في قيادة جيش الحبشة، ثم نازع أبرهة أرياط في أمر الحبشة باليمن، وجرت بينهما مبارزة شرم فيها أرياط عين أبرهة وأنفه، فلقب لذلك بالأشرم، أما أرياط فقتله غلام لأبرهة، ويقال إن السميفع لم يكن على شيء من الحزم فتألب عليه الجند واتفقوا على تمليك أبرهة الذي استقل باليمن وتلقب بألقاب الملوك وامتنع عن إرسال الجزية للنجاشي، وحاول النجاشي أن يستعيد سيطرته على اليمن فأرسل تجريدتين لتأديب أبرهة أخفقتا وتجمع الروايات على أن النجاشي حلف ألا يدع أبرهة إلا أن يطأ بلاده ويجز ناصيته ويهرق دمه.

 

فكتب إليه أبرهة كتابا فيه تودد واعتذار أرضى النجاشي فثبته على عمله بأرض اليمن، فأصبح أبرهة في حكم الملك المستقل وإن اعترف اسميا بسلطة النجاشي وأدى إليه الجزية، مما جعل الأحوال تستقر بينهما.

 

الدكروري يكتب عن حول سورة الفيل


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة