الدكروري يكتب عن شر العلم الغريب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن شر العلم الغريب
إن في الرويات الإسرائيلية التي نقرأها عن بني إسرائيل فيها أقاويل كثيرة فقد روى عن الإمام أحمد بن حنبل، قال “لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب، فإنها مناكير، وعامتها عن الضعفاء” وقال الإمام مالك “شر العلمِ الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس” وقد وروى ابن عدي عن أبي يوسف، قال ” من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب غريب الحديث كذب” ويجب أن نعلم أن قول الإمام أحمد بن حنبل وقول الإمام مالك بهذا يتبين أن هذه القصة من الغرائب المنكرة جدا، فليحذر من يتعلق بهذه الواهيات من الظن بأن أب الخنزير هو الفيل، حيث تبين أن القصة واهية منكرة، فلا يصح لها أصل شرعي، ولا حقيقة علمية، حيث تبين من علم الوراثة أن كروسومات نواة خلية الخنزير.
تخالف تماما كروسومات نواة خلية الفيل في عددها، وفيما عليها من جينات، ولقد بعث الله تعالى نوح عليه السلام إلى قومه بعد أن ظهرت فيهم الضلالات، والجحود بالله، فكان أول رسول يرسله الله إلى الناس في الأرض، وقد جاء عن ابن جبير، وغيره أن قوم نوح كان اسمهم بنو راسب، وقد كانت بداية عهد قوم نوح بالجحود بالله حينما عبدوا أصناما كان قد بناها من قبلهم من الأجيال لرجال صالحين منهم تخليدا لذكراهم بعد مماتهم، وقد بقيت تلك النصب فترة من الزمن لا تعبد، حتى إذا هلك ذلك الجيل، وذهب العلم، اتخذ الناس تلك التماثيل أصناما يعبدونها من دون الله تعالى، ونبي الله نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ، وخنوخ هو نبي الله إدريس عليه السلام، وذكر ابن جرير أن مولد نوح عليه السلام.
كان بعد مائة وست وعشرين سنة من وفاة آدم عليه السلام، وبينما نقل عن أهل الكتاب أن مولده كان بعد مائة وست وأربعين سنة، وقد جاء في الحديث أن المدة التي كانت بين آدم ونوح عليهما السلام هي عشرة قرون فقد جاء عن ابن عباس رضى الله عنهما بقوله ” كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال وكذلك هي في قراءة عبد الله ” كان الناس أمة واحده فاختلفوا” وقد تكلم المفسرون في مدة القرن، فقيل إنه يساوي مائة سنة، فيكون بين آدم ونوح ألف سنة، وقيل إن المقصود بالقرن آلاف السنين، أما في ما يتعلق بعمره عند بعثته فقد اختلف فيه المؤرخون، فقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن عمره كان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقيل خمسين سنة، وذكر ابن جرير أنه كان ابن أربعمائة وثمانين سنة، ولقد وصف الله نبيه نوح عليه السلام في كتابه العزيز بالعبد الشكور، قال تعالى ” إنه كان عبدا شكورا” وقد جاء عن أهل التفسير أن سبب وصف نبى الله نوح عليه السلام بهذه الصفة أنه كان لا يأكل طعاما، ولا يلبس لباسا إلا حمد الله عليه، وجاء في كتب التفسير أن نبى الله نوح عليه السلام كباقي الأنبياء كان يأكل من كسب يديه، حيث رُوي أنه كان يحترف النجارة، وقد اتفق مؤرخو الأمة على أن ذرية نبى الله نوح عليه السلام، كانوا الذرية الوحيدة الباقية بعد هلاك الأمم في الطوفان، فقال تعالى ” وجعلنا ذريته هم الباقين” فالبشر جميعا يرجع نسبهم إلى أولاد نبى الله نوح عليه السلام الثلاثة، وهم حام، وسام، ويافث، فأما حام فقد جاء من نسله أهل الحبشة، وأما سام فقد جاء من نسله العرب، وجاء من نسل يافث الروم.
الدكروري يكتب عن شر العلم الغريب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.