مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن كلمات تاريخية من خالد البجلي

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن كلمات تاريخية من خالد البجلي

كتب القائد والأمير خالد بن عبد الله القسري البجلي، إلى أبان بن الوليد البجلي، وكان قد ولاه المبارك بلدة بسواد العراق، أما بعد ” فإن بالرعية من الحاجة إلى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها وإنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه، وهو منهم بمنزلة رأسه من جسده، فأحسن إلى رعيتك بالرفق بهم، وإلى نفسك بالإحسان إليها ولا يكونن هم إلى صلاحهم أسرع منك إليه، ولا عن فسادهم أدفع منك عنه، ولا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قل ذنبه، ورجوت مراجعته ولا تطلب منهم إلا مثل الذي تبذل لهم، واتق الله في العدل عليهم والإحسان إليهم ويقول الله تعالى “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون” وأصرم فيما علمت، واكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك إن شاء الله والسلام ”

 

وقيل إن خالدا كان يقول لا يحتجب الوالي إلا لثلاث خصال إما عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما صاحب سوء فهو يتستر، وإما بخيل يكره أن يسأل، وقد قال الأصمعي كان خالد بن عبد الله يقول على المنبر ” إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفا من الأعراب من تمر وسويق” وقال الوليد بن نوح مولى لأم حبيبة بنت أبي سفيان، رضى الله عنها، سمعت خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول” إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفا من الأعراب من تمر وسويق ” وأم حبيبه هى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان الأموية القرشية الكنانية، وهى صحابية من المهاجرين والسابقين الأولين وزوجة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من إخوانها الصحابي يزيد بن أبي سفيان.

 

والصحابي والخليفة معاوية بن أبي سفيان، وقيل أنه كان خالد بن عبد الله البجلي يكثر الجلوس ثم يدعو بالبدر ويقول ” إنما هذه الأموال ودائع لابد من تفريقها ” فقال ذلك مرة وعنده شقيقه أسد بن عبد الله الذي أتى من خراسان، فقال له أيها الأمير، إن الودائع إنما تجمع لا تفرق، فقال خالد ويحك إنها ودائع للمكارم، وأيدينا وكلاؤها فإذا أتانا المملق فأغنيناه، والظمآن فأرويناه، فقد أدينا فيها الأمانة، وقد قال الأصمعي أن أعرابيا قال لخالد القسري” أصلح الله الأمير لم أصن وجهي عن مسألتك، فصن وجهك عن ردي، وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي ” فأمر له خالد بما سأل، وقيل دخل أعرابي على خالد البجلي ومعه جراب فقال أصلح الله الأمير، أيأمر لي بملأ جرابي دقيقا.

 

فقال خالد املؤوه دراهم، فخرج على الناس، فقيل له ما صنعت في حاجتك ؟ فقال سألت الأمير ما أشتهي فأمر لي بما يشتهي، وقد قيل أن خالد بن عبد الله القسري لما أحكم جسر دجلة واستقام له نهر المبارك، أنشأ عطايا كثيرة، وأذن للناس إذنا عاما، فدخلت عليه أعرابية قسرية وهى من بنو قسر، فأنشأت فيه شعرا تقول إليك يا بن السادة المواجد، يعمد في الحاجات كل عامد، فالناس بين صادر ووارد، مثل حجيج البيت نحو خالد، وأنت يا خالد خير والد أصبحت عبد الله بالمحامد، مجدك قبل الشمخ الرواكد، ليس طريف الملك مثل التالد، فقال لها خالد حاجتك كائنة ما كانت، فقالت أصلح الله الأمير، أناخ علينا الدهر بجرانه، وعضنا بنابه، فما ترك لنا صافنا ولا ماهنا، فكنت المنتجع وإليك المفزع ”

 

فقال لها خالد هذه حاجة لك دوننا، فقالت له والله لئن كان لي نفعها إن لك لأجرها وذخرها مع أن أهل الجود لو لم يجدوا من يقبل العطاء لم يوصفوا بالسخاء، فقال لها خالد أحسنت، فهل لك من زوج ؟ فقالت لا، وما كنت لأتزوج دعيا وإن كان موسرا غنيا، وما كنت أشتري عارا يتقى بمال يفنى، وإني بجزيل مال الأمير لغنية، فأمر لها بعشرة آلاف درهم.

 

 

الدكروري يكتب عن كلمات تاريخية من خالد البجلي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة