الدكروري يكتب عن نزول القرآن علي السيدة حفصة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن نزول القرآن علي السيدة حفصة
روي أن أم المؤمنين السيدة حفصه بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين، أنه قد نزل فيها القرآن ثلاث مرات، وكانت إحداها حينما اشتكت نساء النبي صلى الله عليه وسلم، من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك وقت كان أبو بكر وعمر دخول على النبي صلى الله عليه وسلم، فهم كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذلك، فنزل الوحي بتخيير نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأما المره الثانية، فكانت كما ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت يا رسول الله لقد جئت إليَّ بشيء ما جئته إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي.
فقال صلى الله عليه وسلم ” ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها أبدا؟” فقالت حفصة بلى، فحرمها النبي صلى الله عليه وسلم، على نفسه، وقال لها ” لا تذكري ذلك لأحد” فذكرته لعائشة، فكان ذلك سببا لتطليق النبي صلى الله عليه وسلم، لها، فنزل قوله تعالى ” يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم، وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير، إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير” فكفّر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه.
وأصاب مارية، فردها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن جاءه جبريل قائلا له ” راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك فى الجنة” وكانت المرة الثالثة التى نزل فيها قرآن، حينما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم، نساءه شهرا وأقسم ألا يدخل على نسائه من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى ” إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا” فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلن.
قال تعالى “سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير” فكان إفشاء السر، هو ما جعل أبو بكر يفضل أن يغضب قليلا منه صاحبه عمر، على أن يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ذاته ما خلق مشكلة كبرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته حفصة بعد ذلك، إلى الحد الذي نزل فيه وحيا.
الدكروري يكتب عن نزول القرآن علي السيدة حفصة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.