الدكروري يكتب عن يا بني اركب معنا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن يا بني اركب معنا
إن نبي الله نوح ومن معه من المؤمنين خلال بنائهم للسفينة جعل قومه يمرون به وهو في ذلك من عمله، ولما رأَوه يبني السفينة، ولم يشاهدوا قبلها سفينة بُنيت قالوا يا نوح، ما تصنع؟ قال عليه السلام أبني بيتا يمشي على الماء، فعجبوا من قوله وسخروا منه، وكانوا يضحكون ويقولون باستهزاء يا نوح، قد صرت نجّارا بعد النبوة فكان يرد عليهم بهدوء إذا كنتم تسخرون منا الآن ومن سفينتنا فإنا سنسخر منكم غدا عند الغرق، وإن كنتم تهزؤون منا اليوم فإنا نهزأ منكم في الآخرة، كما تهزؤون منا في الدنيا، ولكن مع ذلك كان نبى الله نوح عليه السلام والمؤمنون أقوياء بإيمانهم، واثقين في نصر الله وحمايته، يعلمون أن الله لن يضيعهم، فلم يلتفتوا لكلامهم ولم يتأثروا به، وهكذا يجب أن يكون المؤمن قويا.
واثقا، ثابتا ما دام على الحق، فلا يهمه من يسخر منه أو يستهزئ به، ويعلم أن ثباته على الحق فيه نجاته، وبعد سنوات طويلة من العمل والجهد والصبر، اكتملت السفينة العظيمة، وأصبحت جاهزة تماما لمهمتها العظيمة، وأوحى الله عز وجل لنبيه نوح عليه السلام إذا فار التنور ورأيت الماء على وجه الأرض، فاركب أنت ومن معك في السفينة، وأمر الله عز وجل نبيه نوح عليه السلام أن يحمل في السفينة المؤمنين الذين آمنوا به، وأن يأخذ من كل نوع من النباتات والثمار، والطيور والدواب والحيوانات زوجين ذكرا وأنثى حتى يحافظ على هذه الأجناس ولا تنقرض، وكان نبى الله نوح عليه السلام قد بنى السفينة، وجعل فيها ثلاث طبقات الطبقة السفلى للدواب والوحوش.
والطبقة الوسطى فيها الإنس، والطبقة العليا فيها الطير، وأخيرا حانت اللحظة الحاسمة، وجاء اليوم الرهيب، وفار التنور، وبدأ الماء يظهر على وجه الأرض، فعلم نوح عليه السلام أن وعد ربه قد جاء، فأسرع نوح يفتح سفينته فأدخل الحيوانات والطيور كما أمره الله، وبدأ يدعو المؤمنين به للدخول فيها، وصعد أهل نبى الله نوح عليه السلام جميعهم إلا زوجته الكافرة، فلم تصعد إلى السفينة، وبحث نوح عن ابنه فلم يجده، وبدأَت السماء تمطر مطرا شديدا، وينهمر منها الماء بكميات لم تحدث من قبل، وخرجت المياه من كل مكان في الأرض، والتقت أمطار السماء بماء الأرض، وبدأت المياه ترتفع، وترتفع، وترتفع، واشتدت الرياح، وارتفعت الأمواج، وفجأة رأى نبى الله نوح عليه السلام ابنه.
فخاف عليه من الغرق، فنادى عليه وقال “يا بني اركب معنا في السفينة، وآمن بالله ولا تكن مع الكافرين فتغرق” ولكن الابن الكافر رفض وأصر على كفره، وصاح قائلا، كلا سوف ألجأ إلى ذلك الجبل الشاهق ليحمينى من الغرق، فقد ظن هذا الشاب البائس أن الطوفان لن يصل لرؤوس الجبال، ولم يعلم أن الله عز وجل قد قضى ألا يكون هناك ناج على وجه الأرض إلا فقط أصحاب السفينة، وأن الله تعالى إذا قضى أمرا فلا يستطيع أحد أن يرده، فنظر إليه نبى الله نوح عليه السلام نظرة أسى وإشفاق وقال له، لا معصوم اليوم من عذاب الله يا بني إلا من رحمه الله بلطفه وإحسانه، لا جبال ولا مخابئ، ولا حام ولا واق، إلا من رحم الله. يكتب عن يا بني اركب معنا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن نبي الله نوح ومن معه من المؤمنين خلال بنائهم للسفينة جعل قومه يمرون به وهو في ذلك من عمله، ولما رأَوه يبني السفينة، ولم يشاهدوا قبلها سفينة بُنيت قالوا يا نوح، ما تصنع؟ قال عليه السلام أبني بيتا يمشي على الماء، فعجبوا من قوله وسخروا منه، وكانوا يضحكون ويقولون باستهزاء يا نوح، قد صرت نجّارا بعد النبوة فكان يرد عليهم بهدوء إذا كنتم تسخرون منا الآن ومن سفينتنا فإنا سنسخر منكم غدا عند الغرق، وإن كنتم تهزؤون منا اليوم فإنا نهزأ منكم في الآخرة، كما تهزؤون منا في الدنيا، ولكن مع ذلك كان نبى الله نوح عليه السلام والمؤمنون أقوياء بإيمانهم، واثقين في نصر الله وحمايته، يعلمون أن الله لن يضيعهم، فلم يلتفتوا لكلامهم ولم يتأثروا به، وهكذا يجب أن يكون المؤمن قويا.
واثقا، ثابتا ما دام على الحق، فلا يهمه من يسخر منه أو يستهزئ به، ويعلم أن ثباته على الحق فيه نجاته، وبعد سنوات طويلة من العمل والجهد والصبر، اكتملت السفينة العظيمة، وأصبحت جاهزة تماما لمهمتها العظيمة، وأوحى الله عز وجل لنبيه نوح عليه السلام إذا فار التنور ورأيت الماء على وجه الأرض، فاركب أنت ومن معك في السفينة، وأمر الله عز وجل نبيه نوح عليه السلام أن يحمل في السفينة المؤمنين الذين آمنوا به، وأن يأخذ من كل نوع من النباتات والثمار، والطيور والدواب والحيوانات زوجين ذكرا وأنثى حتى يحافظ على هذه الأجناس ولا تنقرض، وكان نبى الله نوح عليه السلام قد بنى السفينة، وجعل فيها ثلاث طبقات الطبقة السفلى للدواب والوحوش.
والطبقة الوسطى فيها الإنس، والطبقة العليا فيها الطير، وأخيرا حانت اللحظة الحاسمة، وجاء اليوم الرهيب، وفار التنور، وبدأ الماء يظهر على وجه الأرض، فعلم نوح عليه السلام أن وعد ربه قد جاء، فأسرع نوح يفتح سفينته فأدخل الحيوانات والطيور كما أمره الله، وبدأ يدعو المؤمنين به للدخول فيها، وصعد أهل نبى الله نوح عليه السلام جميعهم إلا زوجته الكافرة، فلم تصعد إلى السفينة، وبحث نوح عن ابنه فلم يجده، وبدأَت السماء تمطر مطرا شديدا، وينهمر منها الماء بكميات لم تحدث من قبل، وخرجت المياه من كل مكان في الأرض، والتقت أمطار السماء بماء الأرض، وبدأت المياه ترتفع، وترتفع، وترتفع، واشتدت الرياح، وارتفعت الأمواج، وفجأة رأى نبى الله نوح عليه السلام ابنه.
فخاف عليه من الغرق، فنادى عليه وقال “يا بني اركب معنا في السفينة، وآمن بالله ولا تكن مع الكافرين فتغرق” ولكن الابن الكافر رفض وأصر على كفره، وصاح قائلا، كلا سوف ألجأ إلى ذلك الجبل الشاهق ليحمينى من الغرق، فقد ظن هذا الشاب البائس أن الطوفان لن يصل لرؤوس الجبال، ولم يعلم أن الله عز وجل قد قضى ألا يكون هناك ناج على وجه الأرض إلا فقط أصحاب السفينة، وأن الله تعالى إذا قضى أمرا فلا يستطيع أحد أن يرده، فنظر إليه نبى الله نوح عليه السلام نظرة أسى وإشفاق وقال له، لا معصوم اليوم من عذاب الله يا بني إلا من رحمه الله بلطفه وإحسانه، لا جبال ولا مخابئ، ولا حام ولا واق، إلا من رحم الله.
الدكروري يكتب عن يا بني اركب معنا
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.