ثقافة

الزير وحكايتة الشيقة

الزير وحكايتة الشيقة

الزير وحكايتة الشيقة
الزير وحكايتة الشيقة

كتب/ عطية عبد الرحمن عاصى 

 

روى أن ملكاً كان يتفقد أنحاء مملكته عندما مـر على قرية ووجد أهلها يشربون من (الترعة) مباشرة فٲمر بوضع زير ليشربوا منه ثم مضى ليكمل باقي جولته.. 

أمر كبير الوزراء فورا بـشـراء زيـر ووضعه على جانب (الترعة)

ليشرب منه الناس .

 

.

وبعد أن وصل الزير إلي المكان قال أحد الموظفين: هذا الزير مال عام وعهدة حكومية.. لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته.

وكذلك لابد من “ســقا” ليملأه كل يوم.. وبالطبع (ما معقول خفير واحد وسقا واحد هــيشتغل طول الأسبوع)

فتم تعيين 7 خفراء و7 سقايين للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير !!!!!!

 

 

ثم نهض موظف آخر و قال: الزير ده محتاج لحمالة وغطاية وكوز ليشرب الناس به لذا 

 لابد من تعيين فنيي صيانة لعمل الحمالة والغطى والكوز.. 

وهنا بادر موظف “خبير متعمق صاحب نظره ثاقبة” وقال:

طيب ومين اللي هيعمل كشوف المرتبات للناس دي كلها 

لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين بها ليصرف للعمال مرتباتهم..

 

 

ثم جاء بعده من يقول: طيب ومين اللي هـيضمن إن الناس دي هتشتغل بانتظام؟؟ لازم زول يتابعهم ويشرف على الخفراء والسقايين والفنيين

فـتم إنشاء إدارة لشؤون العاملين وعمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين.

ثم أضاف موظف كبير آخر: طيب لو حصل أي تجاوزات أو منازعات بين العمال وبعضهم مين اللي هايفصل فيها أرى أنه لابد من إنشاء إدارة شؤون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين

وبعد أن تم تكوين كل هذه الإدارات جاء موظف “موقر” وقال: من سيرأس كل هؤلاء الموظفين؟

 

 الأمر يتطلب انتداب موظف كبير ليدير العمل.

وبعد مرور سنة.. كان الملك يمر كالعادة متفقداً أرجاء مملكته فوجد مبني فخماً وشاهقاً مضاءًا بأنوارٍ كثيرة وتعلوه لافته كبيرة مكتوب عليها: الإدارة العامة لشئون الزير 

ووجد في المبنى غرف وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة. كما وجد رجلا مهيباً أشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافته تقول: الأستاذ الدكتور الطيار الفيلسوف الذي شارك في كل المعارك والذي استشهد مرتين قبل كدا “مدير عام شـؤون الزير”

 

 .. 

فتساءل الملك مندهشاً عن سر هذا المبنى؟ وهذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل فأجابته الحاشية الملكية: 

بأن كل هذا للعناية بشؤون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يا مولاي!

ذهب الملك لتفقد الزير فكانت المفاجأة أن وجده فارغاً ومكسوراً وبداخله ” دب ميت” وبجانبه غفير وسقا نائمين وبجانبهم لافتة مكتوب عليها: تبرعوا لإصلاح الزير مع تحيات الادارة العامة لشئون الزّير!!

لذا علينا العمل لا التكدس…علينا الترشيد لا نعمل مثل اصحاب قصة الزير…. علينا الابداع والابتكار لا إرضاء القيادات والمسؤولين.. علينا ان نخشى الله فى كل عمل بدون حسيب او رقيب

الزير وحكايتة الشيقة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة