أخبار محليه

السوشيال ميديا والوعي العام: لماذا قالت المتحدة لا.

بقلم: ريهام رفعت

السوشيال ميديا والوعي العام: لماذا قالت المتحدة لا. 

السوشيال ميديا والوعي العام: لماذا قالت المتحدة لا.

السوشيال ميديا والوعي العام: لماذا قالت المتحدة لا. 

لم تعد السوشيال ميديا مجرد منصات للتواصل، بل تحولت إلى قوة مؤثرة في تشكيل الوعي العام وتحديد ما يُقدَّم باعتباره مهمًا أو جديرًا بالاهتمام. ومع تصاعد منطق “الترند”، أصبح الانتشار معيارًا للقيمة، لا المعنى أو الجدارة.

ما نشهده من تصدّر مشاهد التفاهة والاستعراضات الفارغة ليس ظاهرة عابرة، بل نتيجة مباشرة لمنظومة رقمية تكافئ الصدمة وتهمّش العمق، فتُختزل التجربة الإنسانية في أرقام المشاهدات والتفاعلات، وتُقدَّم هذه المشاهد باعتبارها تعبيرًا عن المجتمع.

 من التعبير إلى الإستعراض

الحرية الرقمية انزلقت لدى البعض من مساحة للتعبير إلى فوضى استعراضية تُسوَّق باسم الترند. اختفى الفارق بين التعبير الحقيقي وتسليع الذات، وبين مشاركة التجربة وتحويلها إلى عرض مفتوح، حتى باتت لحظات فردية هامشية تُقدَّم كصورة عامة للمجتمع.

وهنا يصبح الحديث عن حرية مطلقة مضللًا، لأن الحرية دون مسؤولية لا تنتج وعيًا، بل ضجيجًا يُفرغ المعنى ويشوّه الصورة العامة.

 قرار «المتحدة»: موقف لا إجراء

في هذا السياق، جاءت قرارات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمقاطعة تغطية هذه الظواهر كخطوة ضرورية تعيد للإعلام دوره. فالقرار ليس منعًا ولا وصاية،

بل موقف مهني يرفض الانسياق وراء التفاهة، ويؤكد أن الإعلام ليس تابعًا للخوارزميات، بل مسؤول عن الفرز وتوجيه الذائقة العامة.

دعم المؤسسات التابعة للشركة المتحدة لهذا التوجه يعكس وعيًا بأن ملاحقة الضجيج لا تصنع إعلامًا، وأن حماية الوعي العام جزء من المسؤولية الإعلامية والوطنية.

 معركة وعي

المقاطعة الإعلامية لا تعني تقييد التعبير، بل منع تحويل الانحراف الفردي إلى نموذج جماعي، ورفض تقديم الاستعراض والإسفاف باعتبارهما نجاحًا. فالمجتمعات القوية ثقافيًا لا تضخم الهامشي، ولا تكافئ الضجيج، بل تحمي معاييرها.

ما يحدث على السوشيال ميديا ليس ترفًا رقميًا، بل معركة على المعنى. ومصر، بتاريخها وتراكمها الحضاري، لا تُختزل في ترند عابر أو مشهد صاخب

خلاصة القول

أن قرارات الشركة المتحدة ليست نهاية الأزمة، لكنها بداية استعادة التوازن بين الحرية والمسؤولية. فالإعلام الحقيقي لا يلهث خلف الترند،

بل يقود الوعي، ويختار ما يستحق البقاء. وليس كل ما ينتشر يستحق أن يُنشر، وليس كل ما يُبث يمثلنا

السوشيال ميديا والوعي العام: لماذا قالت المتحدة لا. 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading