السينوغرافيا و التجريبي وحوار مع الاستاذ حسين الحسن.
السينوغرافيا و التجريبي وحوار مع الاستاذ حسين الحسن.
1. بدايةً، كيف ترى مشاركتك في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وما يمثله لك كفنان مسرحي وسينوغراف من الكويت؟
-أود بدايةً الإعراب عن بالغ سعادتي بمشاركتي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي و كل الشكر الممتد للدكتور سامح مهران على كل هذه الجهود المبذولة،
فالمهرجان والذي يمثل فرصةً قيمةً لي كفنان مسرحي وسينوغراف من الكويت، للالتقاء بنخبة من الفنانين من شتى بقاع العالم، وتبادل الخبرات والرؤى.
ويعتبر المهرجان أحد أبرز الفعاليات الفنية في المنطقة العربية، وتشكل المشاركة فيه إضافةً نوعيةً لمسيرتي المهنية. مما لا شك فيه أن جمهورية مصر العربية، بصفتها مستضيفةً لهذا الحدث،
وتؤدي دورًا محوريًا في إثراء المشهد المسرحي العربي والدولي. كما يمثل المهرجان منصةً رائدةً لعرض الأعمال الإبداعية والتجريبية، مما يسهم في تطوير المسرح والارتقاء به إلى آفاق أرحب.
2. السينوغرافيا تجمع بين العناصر البصرية والصوتية والحركية لتشكيل عالم العرض المسرحي.. كيف توازن عادةً بين هذه العناصر حتى لا يطغى أحدها على الآخر؟
-التوازن بين عناصر السينوغرافيا كما ذكرت، هي فن يجمع بين عناصر بصرية (ديكور وإضاءة و أزياء و الموسيقى ). التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين هذه العناصر.
وأنا أرى أن التوازن لا يعني أن تكون كل العناصر بنفس القدر من الأهمية، بل يجب أن يكون هناك عنصر رئيسي يخدم الرؤية الفنية للعرض، وتكون باقي العناصر مكملة له. على سبيل المثال،
إذا كان العرض يركز على الجانب النفسي للشخصيات، قد أستخدم الإضاءة كعنصر رئيسي لخلق تأثيرات عاطفية، بينما يكون الديكور بسيطًا ورمزيًا.
أما عملية التوازن فتتم عبر فهم النص والإخراج قبل البدء في التصميم، أقوم بدراسة عميقة للنص المسرحي ومناقشة الرؤية الفنية مع المخرج فهذا يحدد لي الأهداف الأساسية للعمل.
وأحرص على أن تكون جميع العناصر السينوغرافية مترابطة وتخدم فكرة واحدة. فالإضاءة يجب أن تتناغم مع الديكور، والموسيقى مع حركة الممثلين، وهكذا.
اما التجريب في مرحلة التنفيذ، أقوم بتجارب عديدة على المسرح حتى أصل إلى أفضل توافق بين العناصر. هذا يتضمن تغيير درجات الإضاءة، أو تعديل ترتيب الديكور، أو حتى تغيير بعض الأزياء.
3. برأيك، ما الدور الحقيقي للسينوغراف في العمل المسرحي: هل هو مكمّل للنص والإخراج، أم شريك أساسي في صياغة الرؤية الفنية?
-أؤمن أن دور السينوغراف في العمل المسرحي شريك أساسي في صياغة الرؤية الفنية وليس مجرد مكمل. السينوغراف لا يقوم فقط بتنفيذ ما يطلبه المخرج،
بل يشارك في إبداع العالم البصري للعرض. دوره يمتد ليشمل فهم النص بعمق، وتقديم تفسير بصري له يثري تجربة الجمهور. السينوغرافيا ليست مجرد خلفية، بل هي لغة بصرية تروي جزءًا من القصة.
السينوغراف الجيد يمكن أن يضيف أبعادًا جديدة للشخصيات والأحداث، ويعبر عن الحالة النفسية للعمل من خلال اللون والشكل والإضاءة.
وفي كثير من الأحيان، يكون للسينوغرافيا دور البطولة الصامتة في العرض، حيث تكون هي المحرك الأساسي لمشاعر الجمهور. السينوغراف هو المخرج الثاني للعرض، ولكنه يعمل من خلال أدوات بصرية .
4 كنت مشارك هذا العام بالعرض القطري الساعة التاسعه؟
_كيف يمكن للسينوغرافيا أن تعكس الهوية الثقافية والبيئة المحلية للعمل المسرحي، خاصة حين يُعرض في مهرجانات دولية متعددة الثقافات؟
-لم تكن هذه فعلا معضله حقيقية، بسبب طبيعة النص و التغريب الذي اتجهه المخرج في العرض دون اهمال الطابع الخليجي الذي تم اضافتة بذكاء في دمج سرد النص و التراث البحري للمنطقة. فالجمهور الخليجي قد اطلع و تذوق العروض عالمية و اصبح ذو تأثير فني و فلسفي على الخشبة.
5. مع التطور التكنولوجي الكبير (إضاءة رقمية، مؤثرات بصرية، تقنيات صوتية حديثة)، هل ترى أن السينوغرافيا أصبحت أكثر تعقيدًا أم أكثر إبداعًا؟
-التطور التكنولوجي الهائل في الإضاءة والمؤثرات البصرية والصوتية جعل السينوغرافيا أكثر إبداعًا ومرونة في الوقت نفسه. لم تعد السينوغرافيا مجرد ديكور ثابت، بل أصبحت عنصرًا متحركًا وفاعلًا في العرض
بزيادة الإبداع التقنيات الحديثة تتيح لنا خلق عوالم بصرية لم يكن بالإمكان تحقيقها في الماضي. يمكننا استخدام شاشات LED متحركة لخلق خلفيات ديناميكية، أو تقنيات الإسقاط الضوئي (Projection Mapping)
وتقنيات الكترونيه يصنعها مهندسين مختصين في الفريق على رأسهم م.جاسم دشتي و ميكانيكيه تصنع الحدث. و هذا بدوره يفتح آفاقًا واسعة للخيال والإبداع.
فمابين المرونة والتعقيد هذه التقنيات تتطلب معرفة فنية وتقنية أكبر، مما يزيد من تعقيد عملية التصميم والتركيب. ولكن هذا التعقيد يأتي مع قدرة أكبر على التعبير الفني.
على سبيل المثال، يمكن للمصمم أن يغير الأجواء بأكملها بضغطة زر، وهو ما كان يتطلب تغيير ديكور كامل في السابق.
أنا أرى أن التكنولوجيا أصبحت أداة في يد السينوغراف لخدمة الرؤية الفنية، وليست غاية في حد ذاتها. الأهم هو كيفية استخدام هذه الأدوات لتعزيز القصة والمشاعر في العرض، وليس فقط استخدامها لمجرد إظهار القدرات التقنية فهي ملح العمل المسرحي.
6. ما هي التحديات التي يواجهها السينوغراف في المسرح العربي مقارنة بالمسرح العالمي، سواء من حيث الإمكانيات أو التلقي الجماهيري؟
-يواجه السينوغرافيون في المسرح العربي تحديات فريدة تختلف عن تلك التي يواجهها نظراؤهم في المسارح العالمية فالإمكانيات المادية تعاني من نقص، مما يؤثر على جودة الإنتاج. غالبًا ما يضطر السينوغرافيون إلى العمل بميزانيات محدودة، مما يحد من قدرتهم على استخدام مواد وتقنيات حديثة.
و البنية التحتية تفتقر العديد من المسارح العربية إلى التجهيزات الفنية الحديثة مثل أنظمة الإضاءة والصوت المتطورة. هذا يتطلب من السينوغرافيين إيجاد حلول بديلة قد لا تكون مثالية.
انا التلقي الجماهيري قد لا يكون الجمهور على دراية كاملة بأهمية السينوغرافيا كعنصر أساسي في العرض خاصه انه شاعري جدا و حسي. فالبعض لا يزال ينظر إلى السينوغرافيا كديكور جمالي، وليس كجزء لا يتجزأ من العمل الفني.
على الرغم من هذه التحديات، فإنها تمثل حافزًا للسينوغرافيين العرب لتعزيز الابتكار والإبداع في ظل هذه القيود.
7.ماهى الكلمه التى تحب ان توجهها لمهرجان القاهره الدولي للمسرح التجربيي في دورته 32 ؟
“إن المهرجان ليس مجرد محطة فنية، بل هو منارة ثقافية أضاءت الطريق للعديد من الأجيال من الفنانين. لقد أثبت المهرجان أنه ليس مكانًا للعروض المسرحية فحسب،
بل هو مختبر للتجارب ومركز لتبادل الخبرات. استمروا في تقديم مساحة آمنة للمسرحيين من جميع أنحاء العالم للتجريب والابتكار، فأنتم بذلك تساهمون في بناء جسور من الفن والإبداع تجمع بين الثقافات في بلد الثقافة و المفكرين مصر”
السينوغرافيا و التجريبي وحوار مع الاستاذ حسين الحسن.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.