مقالات ووجهات نظر

الشرق الأوسط بين الحُلمِ والتطبيق

الشرق الأوسط بين الحُلمِ والتطبيق

 

الشرق الأوسط بين الحُلمِ والتطبيق

الشاعر د ناصر الدسوقي

الشرق الأوسط بين الحُلمِ والتطبيق

 

أمن الطاقة، ورسم خطوط التجارة الدولية لتأمين سلاسل الإمداد والتوريد .

عنصران هامان بل لا ثالث لهما في ما يدور الآن ومِن قَبْل .

نسمع الأبواق أحيانًا بشعاراتٍ وعباراتٍ ملتهبةٍ عن الفتنة الطائفية والأقليات في بعض البلاد العربية ،

وأسلحةٍ نوويةٍ في البعض ، 

والقهر والإستبداد والجبروت في أُخرى ،

وقواعدَ عسكريةٍ في مختلفِ البُلدان تحت مُسميات خادعة . 

لكن غفلنا أو بمعنى أحرى تغافلنا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد وتقسيم العرب إلى دُويلات صغيرة ، كانت البداية بوضع بعض من اليهود في فلسطين ثم الإستيطان فالإحتلال عام ١٩٤٨م لتكون الشَّوكةُ في حَلقِ العربِ جميعًا ومِن ثَمَّ زعزعتنا وتَفْرِقتنا ، 

وكانت البداية بالعراق بعدما حاولوا مع مصر مرات عديدة وباءت محاولاتهم بالفشل ، 

وَبعدها سوريا وما حدَث فيها ، ولبنان وما يجري بها ، والسودان وتقسيمها إلى دولتين كما حدث وشاهدنا ، وليبيا وأحداثها واليمن وجميعنا متابعٌ جيد لكل تلك الأحداث ، 

لكن ما لهذا بأمن الطاقة ورسم خطوط التجارة الدولية ؟… 

أولا أمن الطاقة . 

بتفتيت الأوطان العربية وتقسيمها إلى دويلات صغيرة مثل الدولة السنية والدولة الشيعيةوالدولة الكردية بالعراق ، 

وتقسيم مصر كما يحلُمون إلى أربع دويلات  

فتُمحى أولا الهُوية العربية ،والأمر البديهي أن حُكام تلك الدويلات ستكون إمَّا منهم أو تابعيهم وبالتالي أصبحت ثروات تلك البلاد جميعها من بترول وغاز ورخام ورمل زجاجي وفوسفات وذهب مِلكًا لهم وبهذه فلا حاجة للعرب في تحكمهم في البترول والغاز وما أسلفنا ، 

أمَّا رسم خطوط التجارة الدولية لتأمين سلاسل الإمداد والتموين فهي خطط استراتيجية في المقام الأول حيث سيصبح لا عائق ولا مانع في عبور تجارتهم التي هي بالأساس ثروات البلدان والشعوب التي فتتوها وسيطروا عليها فبالتالي أصبحت الممرات المائية من الخليج العربي حتى مضيق جبل طارق تحت الإِمرة والسيطرة أو بأحرى الإحتلال ، 

وبالتالي عائقًا للصين في تقدمها الأقتصادي الرهيب وخصوصًا أن الشرق الأوسط الحالي سوقًا هامًا بالنسبة للتجارة الصينية ، 

ولتحقيق هذا الحُلمِ ينبغي عليهم إضعاف وإسقاط دول هامه جدا ، 

وقد كان مثال ( العراق ــ سوريا ــ الأردن ) ولم يتبقى أمامهم بعد السودان وليبيا سِوَى مِصر وتبقى السعودية هي آخر المطاف ، لأنهم إن بدأو بها قبل مصر لن يقدروا مُطلقًا ، لكن تتفتت مصر وتتقسم وبالتالي مَن غيرها أو بعدها يستطيع رد العدوان عن السعودية ، 

لهذا كانت عملية السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣م التي قامت بها حماس هي نقطة الإنطلاق لتحقيق الحُلمِ المزعوم ، 

ضربت حماس فكان الرد الغاشم من الجانب الإسرائيلي للأسف على الأبرياء من أهل قطاع غزه ، الذين تخطى عدد القتلى فيهم الخمسة آلاف شهيد ، 

فإن كان هذا العمل البطولي الذي قاموا به لفرض أمر تبادل الأسرى فأعتقد أن الشهداء أكثر بكثير من أسراهم ، 

ونرى بعدها أسطولًا بحريًّا وحاملات طائرات لدعم التدخل العسكري الإسرائيلي في غزه وفرض الأمر الواقع ، 

في حين أن قطاع غزه لن يحتاج لأكثر من سِرب طائرات F16 ليخرج من الجغرافيا ويدخل التاريخ ، لكنها حقول الغاز بالمتوسط في المياه المصرية وبوابة الشرق الأوسط للعالم ليكون تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء لتبدأ معها خطة تطبيق السيناريو الموضوع منذ عقود لتحقيق حُلم الشرق الأوسط الجديد لهم 

ويصبح الشرق الأوسط البعيد لنا كعَرب .. 

فهل نحن جديرين بالبُعد بأوطاننا عن هذه المكائد ، 

أم بعيدين عن أن نحافظ على أوطاننا ؟؟….. 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة