الطبع يغلب التطبع
الأديبة والشاعرة : سلوى بنموسى
مثال وحجة طالما سمعنا بها من طرف أجدادنا وآباءنا
فماهو الطبع يا ترى ؟ إنه يأتي من كلمة طبع أي سجل
ولقن واحتوى وغلف
التطبع هو كل ما يدركه الكائن من سلوكيات وأعمال وأقوال
وعلم وتقافة ..
إذا هل فعلا نجد الطبع يغلب التطبع ؟
ربما ولكن لا نستطيع الجزم في المعتقدات والسبل والغايات
فهناك أناس كثيرون ؛ يتطبعون بشيء كمكارم الأخلاق والمثل العليا والشيم الحميدة ..
ونجد نفسيتهم تدل على عكس انتمائهم وهويتهم .
نراهم قانطون هائجون تائرون وعصبيون
يقيمون الدنيا ويقعدونها على أتفه الأشياء
وهناك كومة من الناس ؛ ليس لها تكوين ثقافي وعيي وسلوكي وليس لها أدنى فكرة ؛ عن مجريات الحياة وعواصفها التي لا تنتهي !! يتسمون بنوع من القبول لواقعهم . وبنوع من الفطرة التي خلقنا عليها الله تعالى . نجدهم ينهلون العلم بإيمان وتواضع وهم من الحامدين والشاكرين .
دوما يتطلعون إلى تكوين أنفسهم ؛ واحترام كينونتهم وروحهم واحتواء الآخر من فكر وقيم وأصالة .
إنهم يحترمون الأفكار والمناهل والسبل . بل وقد يجتهذون في سعيهم من أجل النبوغ !! وتكوين العقل البشري ؛ ورفعه للآفاق البعيدة التعليمية والتنويرية ؛ والسوسيولوجية والديناميكية .
إذا كن أخي من تكن !!
واكتسب أدبا وعلما .
ولا تقول كان أبي رجلا صالحا .كن مرآة نفسك ؛ وعش لروحك قانعا ومتواضعا ؛ فاهما ومتفهما ؛ سعيدا وراضيا .
ولا تكن متسلطا أو متعصبا ؛ في منحى حياتك
بل واكب التقدم الحضاري واتبع أحلامك
وأغدو بدنياك لدرجة رفيعة ؛ تكسبك احترام الذات ؛ وتقربك من كل الإدراكات ! وتؤدي بعقلك السليم إلى التشبع والاغتناء
وتحقيق السعادة والنقاء .
اترك بصمتك رجاء في الحياة ..
وكن راعيا ومسؤولا
اعرف ما تملكه من حقوق وواجبات
واستبصر في خلق الله وكن رحيما مطواعا
ولا تكن شيطانا متسلطا أوجبارا أو أنانيا
أو مغرورا أو متسلطا أو متطفلا
– رحم الله عبدا عرف قدر نفسه –
لا تسجد للمادة الجوفاء !! ولا تكن مختالا فخورا .
كن متالا لصدق و مقرا بالموعظة الحسنة ؛ وحب الكرم والعطاء . أسعد روحك ومن حواليك ؛ ولو بكلمة طيبة .
لا تنتظر من الآخر شيئا قط
اعمل الخير وارميه للبحر .ساعد الضعيف ؛ وامسح دمعة اليتيم وواسي المهموم ؛ وأكرم الضيف ؛ وساعد المعوز .
كن نافدة بر وإحسان وتقوى وإيمان ورجاء ووفاء .
اجعل أعمالك تسبق إسمك
كن لأسرتك الراعي ؛ ولمجتمعك خير أمة أخرجت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
ولا تكن غليظ القلب أو حقودا أو قانطا من رحمة الله العلي القدير ؛ أو متنمرا ومتسلطا والعياذ بالله ؛ من كل شيطان رجيم .
سوف أكيد ستتفتح لك الرؤى !!
وستصبو في عز ونعيم وغناء وفخر وسؤدد
إذ ستزرع خيرا خيرا
وستجني ثمراته رغدا رغدا
وستعم عليك سعادة ربانية ؛ تشملك وتطوق بنانك
بحب وحنان وضياء « هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»
و لا يعلم فحواها إلا من اختبرها اختبارا اختبارا
كن كن يا إنسان آدمي وإنساني
وكفى !!!
الأديبة والشاعرة : سلوى بنموسى
المملكة المغربية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
