مقالات ووجهات نظر

العمل المجتمعي رافعة التغيير… و محمود حسوبة نموذجًا مُلهمًا للعطاء

كتبت فاطمة الحديدي

العمل المجتمعي رافعة التغيير… و محمود حسوبة نموذجًا مُلهمًا للعطاء

كتبت فاطمة الحديدي 

في عالم تتزايد فيه التحديات وتتعاظم فيه الحاجة إلى التكاتف، يُصبح العمل المجتمعي أكثر من مجرد مبادرات خيرية؛ بل ضرورة حتمية لتحقيق التوازن والتنمية. ومن بين النماذج الملهمة التي كرّست نفسها لهذا المسار، يبرز إسم الأستاذ محمود حسوبة، الذي جعل من العمل المجتمعي رسالةً ومسارًا متكاملًا، يتجاوز حدود الدعم المادي إلى التأثير الفعلي في حياة الناس.

العمل المجتمعي… إيمان قبل أن يكون دورًا لم تكن تجربة محمود حسوبة مع العمل المجتمعي وليدة اللحظة، بل هي ثمرة إيمان عميق بأن النهضة الحقيقية تبدأ من الناس ولأجل الناس. هذا الإيمان تجسّد على أرض الواقع من خلال مشاركته في تأسيس مؤسسة البلد للتنمية، تلك المؤسسة التي أصبحت منبرًا حيًّا للعطاء، ومنطلقًا لسلسلة من المبادرات الهادفة التي أحدثت أثرًا ملموسًا في قطاعات التعليم والصحة والتوظيف.

مؤسسة البلد… تنمية بشراكة حقيقية من خلال موقعه كأمين صندوق المؤسسة وفاعل نشط في كل أنشطتها، كان محمود حسوبة حاضرًا في أدق تفاصيل العمل المجتمعي، بدءًا من القوافل الطبية التي وصلت إلى قرى ومناطق محرومة من أبسط حقوق الرعاية، مرورًا بمشروع محو الأمية الذي استعاد به المئات ثقتهم بأنفسهم، وليس انتهاءً بملتقيات التوظيف التي ساعدت على فتح أبواب الأمل أمام الشباب الباحثين عن فرصة.

لقد حرص حسوبة على أن يكون العمل المجتمعي مبنيًا على التخطيط الجاد، والرؤية طويلة المدى، والشراكات الذكية مع أطراف متعددة من المجتمع، بعيدًا عن العشوائية أو الاستعراض.

نموذج يُحتذى بهما يميز هذا النموذج أنه يجمع بين الفكر العملي والالتزام الأخلاقي، بين الحضور الإداري الفعّال والمشاركة الميدانية المباشرة. وقد استطاع بذلك أن يترك أثرًا إيجابيًا يتحدث عنه المستفيدون قبل غيرهم.

رسالة مفتوحة إلى كل قادر في زمن تُقاس فيه المجتمعات بما تقدّمه لأضعف أفرادها، يُقدّم الأستاذ محمود حسوبة درسًا عمليًا في أن العمل المجتمعي ليس ترفًا، بل واجبٌ وطني وإنساني. وأن على كل من يملك القدرة – ماديًا أو فكريًا – أن يساهم بما يستطيع، لأن التنمية لا تبنى بالشعارات، بل بالأفعال والمبادرات الصادقة.

“لم أعتبر العمل المجتمعي يومًا نشاطًا جانبيًا، بل هو جزء من إيماني بأن كل إنسان فينا مسؤول عن مجتمعه. ومن خلال مؤسسة البلد، تعلمت أن التغيير الحقيقي يبدأ بخطوة صادقة، وأن أقوى مشروع نتركه خلفنا هو إنسان استطاع أن يقف على قدميه بفضل دعم صادق— محمود حسوبة

 

 

 

العمل المجتمعي رافعة التغيير… ومحمود حسوبة نموذجًا مُلهمًا للعطاء


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading