مقالات ووجهات نظر

الفتن وضعف الديانة 

الفتن وضعف الديانة 

الفتن وضعف الديانة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الفتن وضعف الديانة

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، الذي حث صلى الله عليه وسلم على الأخلاق وبيّن منزلتها من الدين في أحاديث كثيرة، ومن هذه الأحاديث ما روي عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” رواه الترمذي، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا زعيم، أي ضامن، ببيت في ربض الجنة، أي أدناها.

لمن ترك المراء، أي الجدال، وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسُن خُلقه” رواه أبو داود، واعلموا يرحمكم الله إن الفتنة إذا أقبلت ضعفت الديانة، وقل التفكر والتعقل، وكثر إعجاب المرء بنفسه، واتهامه لغيره ومن ثم سرعة إقدامه وجرأته، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال “إن السعيد لمن جُنّب الفتن، إن السعيد لمن جُنب الفتن، إن السعيد لمن جُنب الفتن” رواه أبو داود، ولقد عظمت شريعتنا الغراء أمر الدماء، وبينت نصوص كثيرة محكمة قطعية عصمة الدم المسلم وتعظيمه، بل جعلت الشريعة حفظ النفس إحدى الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع السماوية على حفظها والمحافظة عليها، وهي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل.

وحفظ المال وحفظ العرض، ولقد كثر القتل هذه الأيام ، ورأينا جرأة على الدماء المعصومة والأنفس المصونة في كثير من بلاد المسلمين والدماء هي أول الحقوق التي يقضى فيها يوم القيامة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أول ما يقضى بين الناس بالدماء” رواه البخاري ومسلم، ومعنى قوله أول ما ينظر فيه من أعمال الناس في الدماء” يعني أول ما ينظر فيه من مظالم الناس لعظم القتل عند الله وشدته وهل تعلمون أن هناك رجلا واحدًا يتحمل كفلا من وزر كل نفس تقتل وتزهق من أول البشرية إلى قيام الساعة؟ نعم، إنه قابيل بن آدم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل ” متفق عليه.

ومما يدل على تعظيم الدماء وحرمتها أن قتل المسلمين وقتالهم من موجبات النار وهو من أنواع الكفر العملي، فقال صلى الله عليه وسلم “إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه” رواه البخاري ومسلم، ويكفي أن المجرم القاتل توعد بوعيد عظيم لم يرد مثله في جميع أصحاب الكبائر حيث قال تعالى ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” ويكفي أن الكعبة على حرمتها وعظمتها تهون عند حرمة دم الرجل المسلم وقد نظر ابن عمر رضي الله عنه يوما إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك، بل إن ذهاب الدنيا كلها وزوالها أهون عند الله من قتل المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله.

 

الفتن وضعف الديانة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة