
” القلة والزير ” ثلاجة الفقراء وتراث عربي أصيل .
ثلاجة الفقراء :
على الرغم من التطورات التكنولوجية التي وصل إليها العالم ، والاختراعات والاكتشافات إلا أن هناك العديد يتمسك بالأصالة والتراث الأصيل ، مع وجود الثلاجات والمبردات نجد أن هناك العديد من الأهالى التي مازالت تتمسك بطقوس شرب المياه من ” القلة و الزير ” التي بدأ وجودهما منذ الحضارة المصرية القديمة .
مفهوم القلة و الزير :
القلة والزير هما إناءان فخاريان تقليديان يُستخدمان لحفظ وتبريد المياه خاصة في المناطق الريفية والقرى ، القلة إناء فخاري صغير يشبه الزجاجة ، يستخدم لتبريد المياه يعتمد تبريد المياه فيه على خاصية التبخر من خلال مسامات الفخار .
وتعتبر من أقدم العادات المصرية في حفظ المياه وبدأ وجودها منذ الحضارة المصرية القديمة فقد وجدت على جداريات فرعونية ؛ حيث تعد صناعة الفخار من أقدم الحرف التي عرفها البشر ، وظهرت في مصر منذ العصور القديمة واستمرت على مدار العصور ، ما جعل البلاد تملك تراثًا كبيرًا وروائع متعددة مصنوعة من الفخار .
وكان المصريون القدماء من أوائل الشعوب التي اهتمت بصناعة الفخّار منذ عصور ما قبل التاريخ ليس فقط لحفظ المأكولات بل تطور الأمر إلى أن أصبحت تستخدم فى التحف والتزيين .
بينما الزير إناء فخاري كبير ، يشبه الجرة يستخدم لحفظ المياه يعرف بقدرته على تبريد المياه لفترة أطول من القلة ،عادةً ما يوضع على الأرض أو على كرسي خشبي ويغطى بقطعة قماش أو غطاء يُستخدم في المنازل والبيوت الريفية وما زال بعضها يستخدمه حتى الآن .
تراث شعبي :
صناعة القلل والزير من الفخار هي حرفة تقليدية توارثتها الأجيال ، وتعبر عن مهارة الحرفيين في تشكيل الطين وتحويله إلى أواني مفيدة و ليسا مجرد أدوات منزلية ، بل هما جزء من التراث الشعبي ، وقد ألهموا الشعراء والفنانين في أعمالهم ، وضربوا بها العديد من الأمثال الشعبية مثل مثل هكسر وراك «قلة» ، الضرة مرة ولو كانت «جُرة» وغيرها من الأمثال الأخرى .
وفي الثقافة الشعبية ، تحمل “القلة” و”الزير” رمزية قوية تتعلق بالماء والحياة والتقاليد ، فالقلة ترتبط غالبًا بالمرأة والحياة الأسرية ، بينما الزير يرمز إلى التجمعات والاحتفالات وكلاهما يعكسان اعتماد الإنسان على الماء كمصدر أساسي للحياة ويحملان دلالات ثقافية واجتماعية عميقة .
بشكل عام يُعتبر كل من القلة والزير جزءًا من التراث المصري ويعكسان استخدام المواد الطبيعية لحفظ وتبريد المياه بطرق صحية وتقليدية .
فوائد متعددة :
أقامت وحدة التعليم المستمر بالتعاون مع وحدة بحوث الأمراض الانتقالية والسريرية في كلية الطب جامعة بغداد في وقت سابق ورشة العمل تحت عنوان ” فوائد شرب الماء في الأواني الفخارية”.
قدمتها الأستاذة المساعدة الدكتورة سها عبدالله للتحفيز على شرب الماء المخزون في الأواني الفخارية ووضوح أهمية شرب الماء المخزون في الأواني الفخارية لتحسين الأيض الغذائي ، وتجنب مشاكل الحنجرة الناجمة عن شرب الماء البارد من الثلاجة ، والحماية من الإصابة بإصابات البرد مثل الإنفلونزا وكوفيد ١٩ .
وكذلك أثر هذا الماء النقي في زيادة مستوى هرمون التيستوستيرون في الجسم ، فضلاً عن طبيعة الماء القلوية المخزون في الأواني الفخارية ، إذ تساعد على التخلص من الحامضية للجسم والتي تأتي نتيجة لتناول الطعام التي تولد السموم .
كما أشارت الباحثة إلى أن الأواني الفخارية لايوجد في تركيبها مادة الBisphenol A والتي تتواجد في تركيبة القناني البلاستيكية ، وتعتبر مادة كيميائية خطيرة تودي لإرتفاع ضعط الدم وحدوث أمراض القلب وغيرها من الأمراض الأخرى .
ومن جانبها :- أثبتت الدراسات العلمية أن الماء الذي نشربه سواء كان من الحنفية أو المعبأ في قارورات هو ماء ميت لا يستفيد منه الجسم .
إن الله عز وجل خلق الإنسان من طين ، والطين أفضل مادة لحفظ الحياة والطاقة ، وأجدادنا كانوا يحفظون الماء والزيت والقدّيد في خابيات الفخّار وكانت عندهم فطرة سليمة ، اليوم تغير حالنا وأصبحنا نحفظ كل شيء في بلاستيك يضر ويهلك .
وأضافت : أن وضع الماء في أواني فخارية يحييه ويعيد له طاقته العجيبة وحيويته بعد تعرضه لضغط الأنابيب التي تحمله الى البيوت لأن الفخار أقرب مادة لجسم الإنسان .
” القلة والزير ” ثلاجة الفقراء وتراث عربي أصيل .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.