
الكروم .. الحنين يعود والنادي السكندري العريق ينبض من جديد
الإسكندرية | محمد الزناتي
في زمنٍ تتسارع فيه الأيام وتبهت فيه الذكريات، يعود إلينا نادٍ لم يكن يومًا مجرد فريق كرة قدم، بل كان حالة حب، ونبض مدينة، وذاكرة جيل. نادي الكروم، الكيان السكندري الذي سكن القلوب قبل المدرجات، يعود إلينا في ثوبه الجديد تحت اسم “كروم المعمورة”، ليكتب سطرًا جديدًا في ملحمة بدأت منذ أكثر من نصف قرن.
ما إن يُذكر اسم الكروم، حتى تفوح رائحة الزمن الجميل.. زمن الفانلة اللي تندمج بالعرق والانتماء، زمن الكورة التي كانت شرف قبل ما تصبح (سبوبة) . الكروم ليس مجرد نادي تأسس في الخمسينيات، ده حكاية أجيال، مصنع مواهب، وقلعة كانت ولا زالت شاهدة على أجمل ما في الكرة المصرية من رجولة وولاء وكرامة.
عاش الكروم فصولًا من المجد، ووقف في وجه الكبار، ابدا ليس بالمال ، لكن بالعزيمة وروح الفريق. في التسعينات، كانت مدرجات الإسكندرية تهتف باسم الكروم، وكان الخصم دائمآ يعرف إنه قادم علي معركة، ابدا ليس مجرد مباراة والسلام . وعندما تأتي سيرة الكروم، لابد أن نقف احترامًا لنجوم خرجوا من بوابته وعملوا تاريخهم في أندية مصر الكبيرة: دهب الصغير والكبير، محمد سليم، خطورة، أحمد كمونة، شادي محمد، ومحمد حليم.. وغيرهم كتير ممن كانت بدايتهم على ملاعب الكروم الترابية، وانتهوا أبطال في ملاعب الأضواء.
لكن الأيام أبدا لم تكن منصفة و كريمة.. وجات لحظة صمت، لحظة غياب، لحظة كان فيها الكروم مجمد النشاط، كأنه بيتنفس على أجهزة تنفس الذكرى. ومع كل سنة تمر ، كان الحنين يزيد و أمر و أمر .. وكل سكندري عاش الكروم، يتمنى يراه مرة اخري واقف، قوي، عنيد.
النهارده، الأمنيات اصبحت واقع ، الكروم راجع بإسم (كروم المعمورة ) ، وعلي هيئة مشروع رياضي متكامل ، بروح الماضي ونظرة للمستقبل. إدارة جديدة، بحماس شباب وخبرة محاربين، أعلنت إنها لن تعود لكي تشارك، لكن لتبني من جديد.. تبني فرق كرة وسلة وألعاب قوى، وتشتغل على الناشئين لتخلق جيل جديد يلبس فانلة الكروم ويفتخر .
أيوه، الكروم راجع.. التاريخ عائد من جديد
فأهلاً بعودة الكروم..
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.