مقالات ووجهات نظر

المراجع الرئيسية للقرآن الكريم

المراجع الرئيسية للقرآن الكريم

المراجع الرئيسية للقرآن الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

المراجع الرئيسية للقرآن الكريم

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل الأنصاري، وقيل عند موته رضى الله عنه جعل ينظر الى السماء ويقول” اللهم إني كنت أخافك، لكنني اليوم أرجوك، اللهم انك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لغرس الأشجار، وجري الأنهار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حلق الذكر، اللهم فتقبل نفسي بخير ما تتقبل به نفسا مؤمنة” ثم فاضت روحه بعيدا عن الأهل داعيا الى الله مهاجرا في سبيله، وكانت وفاته في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية ومات وعمره ثلاث وثلاثون سنة رحمه الله ورضي عنه، وكان إسلامه فى الثامنة عشر من عمره وقد نشر فيها الإسلام في ربوع اليمن وكان أحد المراجع الرئيسية للقرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حتى موته رضي الله عنه، فقد علم معاذ بن جبل أهل الشام العلم، فكان معاذ رضي الله عنه من أفضل شباب الأنصار حلما، وحياء، وسخاء، وكان جميلا وسيما، وكان معاذ بن جبل لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو وثعلبة بن غنمة، وعبد الله بن أنيس، وعن طارق بن عبد الرحمن قال، وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل رضى الله عنه، فقام خطيبا فقال إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان” ولما قبض النبى صلى الله عليه وسلم واستخلفوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فاستعمل رضي الله عنه عمر بن الخطاب، على الموسم فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق، فقال ما هؤلاء، فقال هؤلاء أهدوا إلي، وهؤلاء لأبي بكر الصديق، فقال له عمر بن الخطاب إني أرى لك أن تأبى بهم أبا بكر الصديق، قال فلقيه من الغد فقال يا ابن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار وأنت آخذ بحجرتي وما أرانى إلا مطيعك، قال فأتى بهم أبو بكر الصديق فقال هؤلاء أهدوا لى وهؤلاء لك قال فإنا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ بن جبل إلى الصلاة فإذا هم يصلون خلفه، فقال معاذ بن جبل لهم لمن تصلون، قالوا لله عز وجل ، فقال فأنتم له فأعتقهم، وعن عبد الله بن رافع رضى الله عنه، قال لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه في طاعون عمواس.

استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ بن جبل ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال، يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال كيف تجدانكما؟ قالا يا أبانا ” الحق من ربك فلا تكونن من الممترين”

قال وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول، اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك، وعن معاذ بن جبل قال “بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلما سرت أرسل في إثرى فرددت، فقال صلى الله عليه وسلم” أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير علم فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لقد أذعرت، فامض لعملك” رواه الروياني.

المراجع الرئيسية للقرآن الكريم


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة