مقالات ووجهات نظر

المستحب في يوم الجمعة

المستحب في يوم الجمعة

المستحب في يوم الجمعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

المستحب في يوم الجمعة

اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ومن المستحب في يوم الجمعة هو قراءة الإمام في صلاة الفجر سورتي السجدة والإنسان اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء في الحديث ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تنزيل، وهل أتي علي الإنسان” وذلك لأن هاتين السورتين تحدثتا عما كان ويكون في يوم الجمعة، ومن ذلك خلق آدم عليه السلام، وما يكون من أحوال يوم القيامة كالبعث والحشر، فناسب التذكير بهما وامتاز يوم الجمعة بالإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومع أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة في جميع الأوقات، إلا أنها يوم الجمعة أكثر استحبابا فقد جاء في الحديث “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي” واختص المولى سبحانه وتعالى ظرفا زمانيا في يوم الجمعة، لا يسأل العبد ربه فيه شيئا إلا أعطاه إياه واستجاب له دعاءه، فمن المستحب الإكثار من الدعاء وطلب الحاجات من الله تعالى، وتلمس الساعة المستجابة التي وقف العلماء في تحديد وقتها على رأيين، هما الأول ما بين أذان الجمعة إلى انقضاء صلاة الجمعة، والثاني أنها من بعد العصر إلى غروب الشمس وكما اختار الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة لاستحباب قراءة سورة الكهف فيه، فقد جاء في الحديث الشريف ما يؤكد بركة قراءتها وفضلها في هذا اليوم.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين” وتجدر الإشارة إلى أن الأجر يتحصل للمسلم بقراءة سورة الكهف كاملة لا بقراءة بعض آياتها، على أنه يجوز لقارئها أن يتم قراءتها مجزأة في أوقات متباعدة من يوم الجمعة، ويشمل استحباب قراءتها للصغير والكبير، والذكر والأنثى، والمقيم والمسافر وذلك لعظيم فضلها، ولا ارتباط بين قراءة سورة الكهف وأداء صلاة الجمعة فالأجر والفضل يتحقق بتلاوتها لأصحاب الأعذار، مثل المسافر والمريض، ويجزئ قراءتها عن المصحف أو مما حُفظ غيبا وهدي النبي في يوم الجمعة وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه ليوم الجمعة، وإظهار المزيد من الطاعة والقربات، وتعظيم شعائر الله تعالى.

وذلك ابتداء من الاغتسال، ولبس أجمل الثياب، والإنصات لخطبة الجمعة، والنهي عن الحديث فيها، وكان من سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يصعد المنبر إذا اجتمع المسلمون وقت الصلاة فيخطب فيهم خطبتان بينهما جلسة خفيفة، وكان على المنبر كأنه منذر جيش، وكان يقطع خطبته إذا طرأ طارئ، وكان من منهجه القصر في الخطبة، والإطالة في الصلاة، فاللهم يا سامعا لكل شكوى ويا كاشفا لكل بلوى، فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين، وأقض الدين عن المدينين، وأشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم يا حي يا قيوم اغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا.

المستحب في يوم الجمعة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة