المكتوب على الجبين قد لاتراه العين
ليس حقيقياً أن المكتوب على الجبين لابد و أن تراه العين . فرق كبير بين القدر والمكتوب وقد يجتمعان وقد يختلفان . فقد كتب الله فى الأزل ما كان وما سيكون الى أن تقوم الساعة , وضعه فى كتاب لا يصل إليه مخلوق بالتغير ولا بالتبديل .وسماه أم الكتاب قال تعالى
( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (4) أو اللوح المحفوظ وهو كتاب تجتمع فيه العلوم والمصائر والأقدار جملة واحدة ثم تنزل بقدر الله وبترتيبه مفصلة مفرقة الى الارض فتصير قدراً محتوماً .تتنزل به الملائكة الى الارض . حتى الآن ما كتب سوف يصير قدراّ الى أن تقرأ حديث النبي محمد فيطيب قلبك بالتمنى والاستبشار إن المكتوب يمكن تغييرة بأبسط الطرق لمن يعرف .
قال رسول الله ( إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)، وقال (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وقال (لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء).
الشاهد أنك تستطيع أن تغير المكتوب بالاستعانة بمن كتبه عليك . قال تعالى (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (39) سورة الرعد .وقد وعد الله بالاستجابة
قال تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )الآية (186) سورة البقرة . فأين المشكلة ؟
المشكلة تكمن فى أنك تصدق أنك تصنع قدرك وقد تغير قدرك وقد تخلق واقعاً جديداً . فقط ثق بالله وتحرك بخفة الطير ولا تركن الى الدعة والكسل والاستسلام فانت قوى بعزمك ومستبشر بربك وبنبيك . فالكون يدار بحكمه ورحمة وقدر متغير لصالحك طوال الوقت .
.المكتوب على الجبين قد لاتراه العين
بقلم/ أحمد الجرف
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
