قصائد شعرية وأدب

المولد النبوي الشريف بين الاحتفال والاعتدال 

بقلم الشاعر/ د. ناصر الدسوقي

المولد النبوي الشريف بين الاحتفال والاعتدال  

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 

بسم الله الرحمن الرحيم 

” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ” الأحزاب [45 – 48]

وأُصلي وأُسلمُ على رمزِ الكمالِ وكمال الوجودِ ،

سيدنا محمدٍ وعلى آله وصَحْبِه بلا قيدٍ أو حدود .

تحتفلُ الأمةُ الإسلامية جمعاءَ بذِكرى ميلاد الهادي البشير صلى الله عليه وسلَّم .

ونرى ونسمع كثيرًا أهلَ الوعظِ والأوقافِ يتحدثون عن ميلادِ النبيِّ الكريم ونشأتِهِ ومرضِعتهِ .

ونرى الاحتفالات بشتى أنواعها بين المدائحِ والابتهالاتِ التي تُحركُ القلوبَ ،

ومن مظاهر الاحتفال أيضًا حلوى المولد النبوي الشريف ،

وهناك من يقولُ أن هذه الاحتفالاتِ بدعةٌ ونسِيَ أو تناسَى الموقِف الذي قال فيه النبيُّ الكريمُ هذا .

والبعضُ يتخللُ حديثَه 

عن ذكرى المولد النبوي 

( نحن في شهر النبي ) !!؟

نعم. هو شهرُ ميلادِ النبي صلى الله عليه وسلمَ 

لكن: الاحتفالُ بذكرى مولده الشريفِ شيء 

والاحتفالُ به صلى الله عليه وسلمَ شيءٌ آخَر .

فالاحتفالُ بسيدنا رسول الله لا مُجرد كلماتٍ تُقال ،

بل تطبيق في كلِّ الأفعال .

الاحتفالُ الحقَّ يتمثلُ في الاقتداءِ بسُنَّتِه وأن نقتدي بنهجه الشريف في كل حركاتنا وسكناتنا ،

أن نُراعيَ حق الجارِ وحُرمَةَ البيوتِ وخصوصيةِ الناس .

أن نتقي اللهَ في ما نقول ونعلمُ أن كلُّ زورٍ مردُودٌ علينا ،

أن نحتفل به في دوامِ صِلةِ الرَّحِمِ والقولِ الحَسَنِ مع الجميعِ ،

حيث من غير المعقولِ أن أكونَ هيِّنًا ليِّنًا مع الآخرينَ ومقاطعٌ لأخي أو أختي أو آكِلٌ لميراثهما ،

نحتفلُ به صلى الله عليه وسلمَ أن لا نرمي الناسَ بالباطلِ أو شهادةَ زُورٍ ،

أن نَبرَّ آباءنا وأمهاتنا حق البِرِّ وأن نتواضعَ ونتَّسِمَ بالصَّفْحِ والبشاشةِ .

علموا أولادكم أن النبي حينما دخل مكةَ فاتِحًا ،

كادت ذُؤابَةَ عَمامَتِه أن تُلامِسَ رَقَبةَ ناقَتِه .

علموا أولادكم أنه ليس المؤمنُ بسَبَّابٍ ولا لَعَّانٍ ولا بَذيء .

علموا أنفسكم كي تستطيعون تعليم أبنائكم أنه لا شفاعة لنبيٍّ يومَ القيامةِ إلَّا لسيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلمَ .

فلنُعلِّم أنفُسنا وأولادنا أننا نخجلُ إذا وَقَف أحَدُنا موقِفَ الشكوى أو السؤالِ أمام أبيه أو حتى رئيسَهُ أو أيَّ شخصيَّةٍ هامةٍ ،

إذًا أفلا تستحي أن تقِفَ بين يَدَيْ الخالِقِ وشفيعُك خيرُ خَلقِ الله .

فوالله كم كنت أخاف

أن أتحدث بعد الوعْظِ والأوقاف

لكنني سأُبحِـرُ بقارِبي والمجداف

فلستُ أنا بالجبانِ المُتلجلِجِ الخَواف .

سيدي يا رسول الله.

فيا حبيبي كلُّ وَصْفٌ لك ضعيف 

وكلُّ قَوْلٍ فيك تعريف

وأنا العبدُ الضعيفُ بين التوصيفِ والتعريف 

أسألكَ يا اللهُ

أن تُنظِّفَ قلوبَنا تنظيف 

وأن تُجَفِّفَ منابِعَ ذنوبَنا تجفيف 

وأسألك في ابتلائك لنا التخفيف 

بعزتك ورحمتك 

يا ودُودُ يا حليمُ يا لطيف .

كل عام 

أنتم وأهليكم ومَن تحبون بخيرٍ وعافيةٍ وستر .

الشاعر د ناصر الدسوقي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة