النبي وجهاده مع أهل مكة
النبي وجهاده مع أهل مكة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
النبي وجهاده مع أهل مكة
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر
الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد، إن يوم القيامة هو يوم الأهوال، وهو اليوم الذي يحاسب فيه الناس في مشهد عظيم، ومن أهوال يوم القيامة هو الحر والعرق الشديد فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تدنو الشمس من الأرض فيَعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه،
ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه، وأشار بيده فألجمها فاه” رأيت رسول الله يشير هكذا يغطيه عرقه، وضرب بيده إشارة فأمر يده فوق رأسه مِن غير أن يصيب الرأس دور راحته يمينا وشمالا، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم” رواه البخاري، وإن الشعور بمعية الله تعالي يوجب الحفاظ على المبدأ والثقة بالله عز وجل، فقد حكى لنا ربنا سبحانه وتعالى قصة نصره وتأييده ورعايته لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالي ” إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا” ولقد أخرجه أهل مكة بعد جهاد طويل معهم.
وعروض مغرية، عرضوا عليه المال والنساء والجاه والسيادة عن طريق عمه أبي طالب، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلن عن ثبات موقفه ومبدئه فيقول “والله يا عمّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهِره الله أو أهلك دونه” فالنبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب مبدأ ثبت عليه، وحافظ عليه وكان قلبه مطمئنا بالله سبحانه وتعالى، واثقا ومحسنا الظن به، والله تعالى يقول كما ورد في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء”، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعتقد أن الله سينصره ويؤيده ويمنعه ويدافع عنه في كل المواقف التي سيخوضها في المستقبل، لما أمر الله عز وجل نبيه موسى وهارون عليهما السلام بالذهاب إلى فرعون لدعوته طمأنهما فقال لهما.
” لا تخافا إنني معكما أسمع وأري” وقد قال بعض السلف لأخيه “إن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن ترجو؟” فإن قوله تعالي ” لا تحزن إن الله معنا” قيلت في أحلك الظروف، وأشد المواقف، ومعنى قوله تعالى” إن الله معنا” أي ناصرنا ومؤيدنا، ومعيننا وحافظنا، وهذه ما يطلق عليها العلماء المعية الخاصة، التي تقتضي النصر والتأييد، والحفظ والإعانة، وهذه النصرة والمعية للعبد تكون بحسب قربه من الله، فمن كان لله أكثر تقوى وعبادة كانت معية الله أقرب منه، وقد أدركت معية الله الخاصة نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام حين ألقي في النار، فقال له جبريل علية السلام ألك حاجة الي فقال أما لك فلا وأما إلي الله فنعم فقال الله تعالي “يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم”.
النبي وجهاده مع أهل مكة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.