“النرجسية الزوجية خداع يُهدم البيوت وصمتٌ يقتل روح الزوجة وأمان الأولاد “
نهاد الشيمي
“النرجسية الزوجية خداع يُهدم البيوت وصمتٌ يقتل روح الزوجة وأمان الأولاد “

“النرجسية الزوجية خداع يُهدم البيوت وصمتٌ يقتل روح الزوجة وأمان الأولاد “
النرجسي… حين يعيش رجلٌ بوجهين ويترك خلفه امرأة محطمة فاقده للإحساس بالسعاده وأولاد خائفين من العلاقات الخارجيه لعدم الثقه.
هناك رجال لا يبحثون عن زوجة… بل عن ضحية. رجل نرجسي يرى نفسه محور الكون، يريد كل شيء دون أن يقدّم شيئًا زوجة مطيعة طاعه عمياء بدون إحساس بالأمان، بيت مستقر، إحترام الجميع…
وفي الوقت نفسه يريد أن يفتح أبوابًا خلفية لعلاقات تُرضي غروره، وتُشعره أنه الأكبر، الأقوى، المطلوب من قبل إمرأة أخري ولو كان ذلك على حساب كرامة زوجته وقلب أولاده.
الزوج النرجسي لا يكتفي بالخيانة… بل يبرّرها، ويُلقي اللوم على زوجته المخلصة، تلك التي تحمّلت صمته وقسوته، واعتقدت أن الحفاظ على البيت أهم من الحفاظ على نفسها وتظل كذلك لسنوات ويضيع عمرها دون الشعور بالسعادة كاكل النساء.
هو يعطيها أقل القليل من الإهتمام، ثم يتهمها بأنها لا تفهمه. يكسرها بكلمة، يهينها بنظرة، ويعود ليطالبها أن تكون ملاكًا يشبه نساء الخيال ومهيأه طول الوقت لخدمته وإرضاء غروره … بينما هو يغرق في علاقاتٍ تافهة تُسكّن غروره مؤقتًا.
هذه الزوجة ليست ضعيفة، لكنها أسيرة رجل لا يُشبع غروره شيء. رجل يريد أن يظل محاطًا بالإعجاب، ولو على حساب امرأة ضحّت بعمرها لأجل بيتٍ ظنّت أنه سيحميها.
والأصعب… أن هذا العنف النفسي لا يتوقف عندها. بل أمام أطفال يرون… يسمعون… يلاحظون.
الطفل الذي يرى أمه تُهان، يكبر بقلبٍ مرتجف والبنت تفقد ثقتها بنفسها وبالرجال، وتخاف من الزواج…
ولد يشعر بالعجز، ويكرر عن غير قصد أسلوب أبيه، أو يعيش عمره يرفض فكرة الإرتباط خوفًا من أن يتحول لنسخةٍ منه.
النرجسي لا يدرك أنه يدمّر مستقبل أولاده قبل أن يدمّر زوجته. ينزع من حياتهم الشعور بالأمان، ويزرع في قلوبهم فكرة أن العلاقات كلها خيانة وعدم تقدير للمسؤليه وأن الحب مجرد كذبة، وأن الإستقرار نعمة قد لن يسحقها شخص لا يرى غير نفسه.
والحقيقة القاسية هي أن بيتًا يعيش تحت حكم نرجسي… ليس بيتًا، بل ساحة صراع صامت ومستمر لاخر العمر دون توقف.
امرأة تنطفئ…وأطفال يتشتتون…وحياة مستقرة كان يمكن أن تزدهر، لولا رجل لم يعرف يومًا قيمة النعمة التي بين يديه.
“النرجسية الزوجية خداع يُهدم البيوت وصمتٌ يقتل روح الزوجة وأمان الأولاد “
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

