الوحدة
بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
الوحدة
عندما يتحدثون عن الوحدة، يقولون أن البعد عن الناس هو راحة نفسية. فهل هم صادقون في زعمهم هذا؟ وهل فعلا الإنسان الوحيد يتمتع بالراحة؟
لا يستطيع أي مخلوق العيش بمفرده، فكل إنسان يحتاج إلى قريب، صديق أو حبيب بجانبه، لأن الإنسان اجتماعي بطبعه. لا بد له ممن يواسيه في حزنه ومأساته، ويشاركه فرحته وسعادته، لا بد له من أذن تصغي إليه حتى يتمكن من تفريغ الطاقة الكابسة على نفسه، كي يواصل طريقه في الحياة بأمان.
الإنسان الوحيد هو جسد بلا روح، لأن الوحدة تقتلها حيث تصير ذابلة غير قادرة على الاستمرار.
عندما خلق آدم، كان وحيدا فخلق له الله حواء منه، حتى يستأنس برفقتها. فالروح تميل إلى مثيلتها، التي تشاركها الصفاء ،الصدق والرضى، حتى يكتمل القبول والتقبل بينهما. فهي تصير في راحة بالقرب منها والتحدث معها لذلك هي تفتقدها دائما ولا تشعر بالأمان والاطمئنان إلا معها.
الإنسان الوحيد الذي لا رفيق له، كيف ما كان، يكون كالذي فقد أعز ما لديه، فجأة، وبدون سابق إنذار.
الوحدة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.