قصائد شعرية وأدب

امرأة كانت مشعوذة

امرأة كانت مشعوذة

امرأة كانت مشعوذة

بقلمي   محمد محمود 

امرأة كانت مشعوذة

تنتظرني عند أول دمعة

أول طريق البكاء

تتناثر شظايا الوجع

رفات حروف

بين أزقة كلام وغوغاء

وأنا أنظر سكون النجمة

وهي تجاملني في قيراط حزن

أمسح به حبات العرق

وألجأ إلى رد دروب حرصها

حتى هيمنة رحم سكوت وجلاء

وقد أخدش حياء عينيها

وهي تسرع نحوي

تحمل في يديها الورود

في ثوب دعاء

أحذو على خوف نحوها

وأدس كحل المطر برفق

أبحث عن جذع زيتونة

وماء وتين

لئلا نسقط في التناسي

ونكسر صلوات الرجاء

أو يكسر الباغي فينا زكاة اليهود

فيغلبون النار عن قدرها

لأجل أيماءة المرنمين

إلى عبيد الأولياء

تقول المرأة حين جاوبتها

في أواصر مطر ضاع قميصي

وهو ينشدُ السفر

إلى سماء

كانت تبحث عن ليلة تشبهها

قبل بضع سنابل

كانت تمشي على مهل خطوة

حقيبتي

وكل المدن تغمز لي في عينيها

بأن ترابها حفنة رمال بيضاء

لون وجهي القديم جدا

و عينيها صفحات مراياي

وشوارعها تقصُ لي عيوب قصتي

وتطرح لي سؤال السقف عني بوفاء

وكانت خاتمتي أن أبحث

في جيوب الملح

عن رسائل الشوق

وعنواني لديها قديم جدا

يستغيبه ُالشمع بالنهار

والرصيف يمت لي بالجلوس

كانت مثل صديق يغيب ولا يغيب

بين أصابع الأيام لا ينقص ضوءه

كلما برحنا للكتابة أدمن السطر القلم

واقتربت من الوضوء

كلما نويت الاقتراب لغسلها

طالبتني بالمزيد من برد وسلام

من دمع وصلوات

والوقوف على حائل ثوبها

عند المشعر الحلال

لم يعد الحظ الحائر بيننا

الى بيته

بل اقتسم فراش الشارع

مع الرصيف

حتى قارب الفجر لون رأسه

ما زالنا

نتسكع في فكرة العودة

وندور حول أغنية واحدة

ونلتف جرح تلو جرح

على بقايا وعيه

أستاذ الحروف

امرأة كانت مشعوذة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة