بذور الخير لا تموت
من دروس الحياة التي أيقنتها يقينًا لا يتزعزع، أن الخير لا يضيع أبدًا، بل يعود إلى صاحبه مضاعفًا، ولو بعد حين.
وقد تجعل من هذه الحقيقة قاعدةً تسير عليها:
ما دمت تفتح باب رزقٍ لغيرك وتساعده بإخلاص، فلن يُغلق الله باب رزقك أبدًا.
فالخير في جوهره طاقة نورٍ تنتشر حيث تسير، وتعود إلى قلبك دفئًا ورضا. وقد قال النبي ﷺ:
“والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.”
كم من إنسانٍ أعان غيره في لحظة، فعاد إليه العون في ساعةٍ أشدّ حاجة! وكم من كلمةٍ طيبةٍ بدّدت حزنًا، فرفع الله بها الكرب عن قائلها في وقتٍ لاحق.
إن العطاء لا يُقاس بالمقدار، بل بالنية التي يخرج منها، وبالأثر الذي يتركه في الأرواح.
الخير لا يخطئ طريق العودة؛ فما تقدمه للناس سيرجع إليك في هيئة رزقٍ، أو فرحٍ، أو دعوةٍ خالصةٍ في ظهر الغيب. وقد تُثمر بذرة صغيرة زرعتها اليوم، في أرضٍ لم تتوقعها غدًا، لكن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملًا.
فلنزرع الخير حيث كان، ولنجعل من عطائنا سلوكًا لا ظرفًا، ومن الإحسان عادةً لا صدفة. فما أجمل أن يترك الإنسان أثرًا طيبا في حياة الآخرين، يُذكر به بعد غيابه، ويشهد له أنه مرّ في الدنيا خفيف الظل، عميق الأثر.
بذور الخير لا تموت
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.