برج باجي مختار تودع الحاج مختار كبير أخر مجاهد حي
برج باجي مختار تودع الحاج مختار كبير أخر مجاهد حي
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون
برج باجي مختار تودع الحاج مختار كبير أخر مجاهد حي
لله ما أعطى ولله ما أخذ, القاء والدوام لله سبحانه. إنا لله وإنا اليه راجعون.
ودعت الأسرة الثورية والمجاهدين, أعيان وفعاليات المجتمع المدني, شخصيات وإطارات من مقبرة برج باجي مختار أقصى الجنوب الجزائري, رفقة الأهل و الآقارب أبناء وأحفاد وأصهار ومعارفه ومحبيه, المجاهد الرمز الحاج مختار بن محمد كبير أخر الأحياء من المجاهدين عضو الجيش الوطني الشعبي, أيقونة الثوار الأشاوس في جو جنائزي مهيب, وبحضور رسمي للسلطات المدنية والعسكرية يتقدمهم السيد لنصاري محمد الأمين العام للولاية برج باجي مختار ممثلا عن الوالي. مع قراءة لنص تعزية السيد وزير المجاهدين ودوي الحقوق السيد العيد ربيقة مقدما تعازيه ومواساته لعائلة الفقيد.
فقدت الجزائر وولاية برج باجي مختار عموما و شخصية أبناء الشعانبة البار خصوصا, قامة من قاماتها التاريخية الثورية الدينية الأجلاء, قامة من قاماتها الثورية التاريخية الإجتماعية. الدينية. أصيل عائلات آل سيدي محمد الزيغم العريقة من المرابطين, من عرش قصر متليلي الشعانبة بالصحراء. رجلا بارا حمل هموم الوطن ولم يضعف أمام جميع الهزات والمعيقات. لينقش إسمه بأحرف من ذهب في سجلات الأسرة الثورية خلال حرب التحرير الوطنية. الذي إنتقل إلى الرفيق الأعلى بالمستشفى المختلط ببرج باجي مختار. بعد تعرضه لوعكه صحية حرجة.
الحاج مختار كبير أصيل المرابطين الأشراف التراث الزاخر.
يبقى الحاج مختار كبير الإرث المتعدد الذي ينبض على الدوام كلما سطعت شمس وضحاها ولا ينتهي ولا يندثر ينهل من كنوزه أجيال المستقبل.
إن عائلة كبير أحفاد سيدي أمحمد المرابطين بقصر سيدي بلقاسم بالدخلة في مدينة متليلي الشعانبة التاريخية المقاومة. منبع الشعانبة وما أدراك ما الشعانبة سليلي المقاومة الشعبية ومرافقي الشيخ بوعمامة بالأبيض سيد الشيخ وضواحيه بالجنوب الغربي والشيخ بوزيان خلال ثورة العامري بالزيبان ولاية بسكرة بالجنوب الشرقي.
إرث تاريخي بكل معاني التاريخ من جهاد وغيره, حضارى, ديني تربوي وتعليمي. ثقافي متنوع، فهو بلا شك عبارة عن ذخائر تعب في صنعها الرجال ليبقى ميراث الأجيال، ونفائس ثمينة بقيمتها، ميراث حفظ في الصدور، ونقش في ذاكرة من عايشها أجمل الذكريات، ويكفى عند ذكرها أنها تحتل عن جدارة وإستحقاق محل الإحترام والتقدير.
ولعل من الأمثلة الرائعة عن هذا الإرث رجال تركوا بصمات طيبة في النفوس، الشخصيات الفذة التي نقشت وبصمت ورحلت في صمت. ومن هذه الشخصيات التى إستحوذت على هذا المقام عن كابر من عائلة كبير الفقيد المجاهد كبير الحاج مختار البطل الفذ الثوري, وشقيقه الفقيد كبير محمد الإمام رحمه, الشخصية الفذة الإجتماعية الإنسانية بما تحمل الكلمة من معني جوهري وباطني.
الحاج مختار كبير ميراث وأرث ثوري وجهاد.
الحاج مختار كبير شخصية عظيمة وفريدة من الطراز الرفيع فهو صاحبُ اليد البيضاء في عمله التي تضرب من حديد، صاحب الجد والصرامة والسجل الذهبي المشرف, الحافل بالعمل والكد والإجتهاد في الجهاد خلال ثورة التحرير المظفرة إبان حرب التحرير بجنوبنا الكبير من تمنراست إلى برج باجي مختار, وإلى متليلي الشعانبة وغرداية موفدا مكلفا بمهام وذلك لأجل رفعة وطنه عاليا، وخدمته فجر الإستقلال في شتى المجالات عامة.
وتحل الفاجعة مرة أخرى من يوم لآخر لتخبرنا بأن المنية غيبت عنا فقيدنا كبير الحاج مختار.
مما لا شك فيه أن لكل شيء بداية ولها نهاية ونهاية الإنسان الموت الحتمي الذي لا مفر منه، والذي لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه, الموت حق على كل نفس وفرض على كل إنسان. ولكن هناك الكثير من الموتى نظل نتذكرهم ونذكرهم دائماً على الدوام وعلى مر الأجيال وهناك من تنساهم الناس بمجرد موتهم ولا نذكرهم سواء لجهل أو عدم إهتمام أو أو أو…..
وقد غيب الموت عن بلدنا الحبيب الجزائر عامة وبرج باجي مختار أقصى الجنوب وحي الدخلة بقصر سيدي بلقاسم وأحفاد سيدي محمد الزيغم من عرش المرابطين بقلعة الثوار متليلي الشعانبة سليلة الأشاوس الأحرار, بكل ربوعه وجهاته بجنوبنا الكبير. الكثير من الرجال العظام التي مازالت ذكراهم منقوشة ومغروسة, حاضرة في كل وقت ومناسبة وذكرى وحدث, ومن هؤلاء الرجال الكبار على سبيل المثال لا الحصر الحاج مختار كبير رحمه الله.
رجل رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات الكبيرة, دونت و ووثقت في تاريخ سجلاته الذهبية المشرفة.
لقد خسرت الجزائر عامة وبرج باجي مختار ومتليلي الشعانبة شخصية فذة تاريخية متعددة المهام والخصال, موسوعة بكل فصولها, شكلت مرجعية تاريخية. شعبية مميزة ومرجعية أخلاقية قبل كل شيء قل نظيرها في الوقت الحالي، كيف لا وهو الذي عاصر فعاليات المجتمع برمته على مدى عقود خلت دون كلل ولا ممل ودون تهرب و لا إنقطاع.
إن ما يعزينا فعلا على رحيل الرجل كبير الحاج مختار هو ذلك الإرث الكبير الذي خلفه كرصيد تاريخي ثوري ومناقب لا تعد ولا تحصى لا ينفذ يرجع إليه في كل مرة و تركه كمرجعية للذكرى، فالتاريخ لا ينسى وسيذكر الرجل وما له من المواقف الجليلة في المحافل المتعددة. .
نبذة عن الحاج مختار كبير رحمه الله:
هو الحاج مختار بن محمد باي بن محمد كبير ولأمه كبير زينب بنت قاسم, من مواليد خلال سنة 1939 بمتليلي الشعانبة من أحفاذ سيدي محمد الزيغم من المرابطين عرش قصر متليلي الشعانبة بالصحراء.
تعليمه:
أدخله والده المدرسة القرآنية لتعلم القرآن وأصول الدين فنهل وحفظ ما تسير.
جهاده :
إلتحق سنة 1960 بجيش التحرير الوطني عن طريق الجبهة الجنوبية ( الولاية التاريخية الخامسة . بالمنطقة الجنوبية المعوفة يومها بالجهة الجنوبية) على يد قادة من الثورة التحريرية بانتدينة منطقة كيدال بجمهورية مالي.
حيث تلقى بعض التدريبات العسكرية والحربية وعاد لأرض الوطن وألتحق بولاية تمنراست أقصى الجنوب.
تكليف بمهام:
كلف الحاج مختار كبير بالاتصال بجهة متليلي الشعانبة وغرداية لجمع المال و السلاح وهي المهمة النبيلة التي نجح ووفق فيها رغم الحصار والمضايقة وتشديد الخناق على المجاهدين بالمنطقة و السكان عامة.
عمله بعد الإستقلال:
إنخرط الفقيد الحاج مختار كبير بعد الإستقلال في سلك الشرطة بولاية أدرار, حيث قضى فيها مدة 02 عامين.
ثم إلتحق بعد ذلك بصفوف الجيش الوطني الشعبي إلى غاية أن تقاعد منه.
مناصب ومهام:
أكمل الحاج مختار كبير مسيرته بعدها بالمنظمة الوطنية للمجاهدين حيث شغل فيها منصب مندوب ولائي ورئيس لجنه التصحيح والإعتراف بولاية تمنراست بالهقار.
وترأس سنة 1997 مكتب قسمة المجاهدين ببرج باجي مختار, ليتقلد سنة 2020 منصب آمين ولائي للمنظمة الوطنية للـمجاهدين إلى حين وفاته المنية بتاريخ 17/06/2024 عن عمر ناهز 85 سنة.
نم مرتاح البال والضمير، الحاج مختار كبير فقد أديت الأمانة بكل نزاهة وإخلاص. لقد قمت بدورك بأحسن وأكمل وجه، فالرجال الصادقون أمثالك لا يموتون. فهم أحياء في قلوب الجميع ويكفي فخرا أن تاريخهم الناصح يحكي للأجيال بكل صدقة وأمانه مسيرتهم الحافة.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون عضو المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين أمين ولائي سابقا مكلف بالدراسات والأبحاث التاريخية بولاية غرداية.
برج باجي مختار تودع الحاج مختار كبير أخر مجاهد حي