تغليبًا للمصلحة العامة.. عفو قبائل غرب الإسكندرية عن أصحاب الفيديوهات المسيئة

أعلن شباب القبائل العربية بغرب الإسكندرية عفوهم عن أصحاب الفيديوهات المسيئة التي جرى تداولها مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هذا القرار يأتي انطلاقًا من القيم الأصيلة التي تحكم أخلاق القبائل العربية، وعلى رأسها التسامح والعفو عند المقدرة، وحرصًا على وحدة الصف ودرء الفتن والحفاظ على السلم المجتمعي.
جاء ذلك في بيان رسمي أصدره النائب رزق راغب ضيف الله، عضو مجلس النواب، استهله بقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾، مشددًا على أن ما صدر عن بعض الشباب من إساءات يُعد خطأً مرفوضًا، إلا أن القبائل العربية اختارت نهج العفو ابتغاء مرضاة الله، وتغليبًا للمصلحة العامة، وحفاظًا على الاستقرار المجتمعي.
وأوضح البيان أن أخلاق القبائل العربية كانت وستظل قائمة على الحِلم والتسامح، وأن العفو في مثل هذه المواقف لا يُعد ضعفًا أو تهاونًا، بل يعكس قوة القيم ورجاحة العقل، مؤكدًا أن شيم الكبار دائمًا ما تنتصر للوحدة ولمّ الشمل.
ووجّه النائب رزق راغب ضيف الله نداءً إلى أبناء القبائل العربية بضرورة احتواء الموقف، داعيًا إلى التسامح وتجاوز ما حدث، قائلًا: «نستأذن إخوتنا أبناء القبائل العربية أن يسامحوا، فما يجمعنا أكبر من أي إساءة عابرة، ووحدتنا وقيمنا فوق كل اعتبار».
ومن جانبه، قال محمد رزق، أحد شباب القبائل العربية بغرب الإسكندرية وأحد مقدمي البلاغات في الواقعة، إن الهدف من تحريك البلاغات كان تحقيق الردع العام ومنع تكرار أي تجاوزات أو إساءات بحق أي فئة من فئات المجتمع، وليس التصعيد أو إثارة الخلافات.
وأضاف أن القبائل العربية تُعد جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني المصري، وتضم بين أبنائها قامات علمية وأدبية واجتماعية بارزة، إلى جانب شباب واعٍ ومثقف يرفض أي محاولات للنيل من تاريخه أو تشويه صورته.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت انتشار مقطع فيديو مسيء نشره شابان شقيقان، تضمّن اتهامات باطلة بحق القبائل العربية وأبناء البادية، شملت مزاعم بتعاطي وتجارة المواد المخدرة وفرض الإتاوات وممارسة أعمال بلطجة، فضلًا عن استخدام ألفاظ نابية ومسيئة.
وأثارت هذه التجاوزات ردود فعل واسعة، دفعت عددًا من رموز وأبناء القبائل العربية إلى التحرك القانوني، وعلى رأسهم النائب رزق راغب ضيف الله، الذي أكد رفضه التام لتلك الادعاءات، مطالبًا بمحاسبة المتورطين وفقًا للقانون لتحقيق الردع العام وحفظ كرامة أبناء القبائل، ومنع تكرار مثل هذه الأفعال التي تهدد السلم المجتمعي، قبل أن يُعلن لاحقًا اختيار نهج العفو وتغليب المصلحة العامة.