قصائد شعرية وأدب

تقول أمي

تقول أمي

تقول أمي

بقلمي الشاعر محمد محمود 

تقول أمي

8/2/2024

تقول أمي أني

إبن القصيدة

أنها حملت سهواً

من حروف قلم

لم تدرك أن تلك الخطيئة

ستثمر أصابعها طفلا عربي

منقوط.. مهموز..موصول

وما مرت عينيها

على كأس خمر

ولم تدرك نوبات نافذة

أو بردا حينما دق ناقوس

الغفلة

وأنها لم ترى بللا في ليل

ولم تتقيأ وجها من ثمة

حمل كرها

لم تتزين له في عرس

لم تشرب همسا أو تتنهد

في آثر قبلة في أنفاس

دخان

كما جاء في تعريف عاشق

أو رائحة تنوة القهوة

تقول أمي

أنها استرسلت وجهي من خوف

الخريف

ومن تبغ سيجارة أرغمت

على مضغ

التبغ الاحمر فيها

واختارت أن تقسم الحزن

بينها

وبين الرصيف المجاور لها

وخرجت من جرح تشرين

بقشرة رمانة جهرت

فيها أصابعها

بعدما عادت بحزنها الأول

تبحث عن الشمعة المكسورة

ولم تجد تعريفا لخيبة تشرين

تقول أمي

أفتقدت أولي وآخري

فيك

عندما

طفوت حروفا

من وجع الكلام

وأصابع البرد تتلمسني

من تحت

غطاء سحابة

لن أضع تعريفاً لقيلولة جرح

وهي تتملق خطوطا على وهني

تطفو على سطوح الحروف

والملح يتحسس عنق ألمي

ويجرد صدغ أوراقي

من ملمس ورقة شجرة التوت

ليرسم قلم القصيد مظلة

على رأس ظل

تقول أمي

أنني الهواء الجديد

في رئة لم تكتمل

أجزاء في ثلاثة أرباع جزء

من مسيرة احتواء

وغمرة في قاع بحر

تحكمه عاهرة

في عرس مغمس

بشوك ريح

يواسط سماء قاحلة

وبيوت رعد

وقمر متسرب

من إقامة حد

لأستدعاء نجمة هاربة

من الرجم

فتقول أمي لي

أنني غصة صبر

من نبتة أيوب

في حلق فراق مر

يارمد عين في ساحة

وميض دمعة

وتقول في جسد

بال لا يعي

كيف اختصر الحزن

كل ألواني

في وشاح جذوة نار

ومسح الحنين من وجه

شعار الحب

وتقول أنك كأس خمر فاسد

من نهر أنتظار

يا نبتة حملتها كرها

من غزل ظلام

في لمحات رحيق ونحلة

وغياب وعي

وفسيلة سر في عود ثقاب

أعوام يا وجدان وأنا

أم لا أعلم

وأخطبوط الأيام يقامر

سكوتي

يلتف بخاصرة الروح

ويراوغني

على شاطئ جف بكائي

جفت العين

عند جزيرة قلب في وحدة

فراغ وضياع عنوان

وقلبي لم يجف دم حزنه

وهو يتجول معروقاً بغيمة

يابسة صدري

أعوام

يا ملة الحلم الضائع في بريد مطر

وبدني جثة مهملة و تدعي حملاً

و غيمة

ليس بوسع صوتي أن يكتحل

من لون القافية

وهو يسيل ألما مطرزا في ثياب

حقيبة

هكذا نام اسمك في لفيف أسمي

ونسيني وجهك الذي انفصل عن

إشارات المرور

وهو يفصل تيار قلبه القديم مني

عن تحسس خيط أو مقص

في قميص هش

لقد ثرثرتُ اطرافاً في حديث

بلا ورق

من بقايا حبر ودموع خائفة

من ملامسة الباقي من الشوك

في كف جندي مهزوم

ونداء نافذة

 

تقول أمي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة