جريدة «المساء العربي» تنفرد في حوار خاص مع الكاتبة “ريم ماهر” .. حكايات من قلب الأدب المُتعدد الأوجه
جريدة «المساء العربي» تنفرد في حوار خاص مع الكاتبة “ريم ماهر” .. حكايات من قلب الأدب المُتعدد الأوجه
حوار/ رويدا عبد الفتاح
نائب رئيس قسم الفن
الكاتبة الشابة والموهوبة “ريم ماهر” في حوار خاص لـ “المساء العربي” عن رحلتها المُثيرة مع الكتابة، وتحدِّياتها في إصدار كتابها الأول، بالإضافة إلى أعمالها السابقة “ما قبل نهاية المطاف” و “هوس”، وستكشف لنا أيضًا عن مصادر إلهامها وأساليبها الكتابية.
تتألق الكلمات في عالمٍ مليء بالإبداع، حيث يلتقي القلم بروحٍ شغوفة تسعى لاختراق أعماق الواقع والتعبير عن المشاعر والأفكار بأبهى صورها. في هذا العالم نجد الشابة “ريم ماهر”، تمزج بين سحر الرواية وجمال النثر، لتأسر قلوب القراء وتنقلهم إلى عوالم مليئة بالغموض والعواطف المتنوعة. وتأخذ القارئ في رحلات ساحرة لا تُنسى.
وجاء نص الحوار معها على النحو التالي:
– بدايـةً .. حدثينـا عـن نفســك، من هيَّ “ريم ماهر”؟
• اسمي “ريم ماهر مازن”، من محافظة الشرقية، عندي 19 سنة، كاتبة روائية أديبة، لدي ثلاث أعمال ورقية، هم رواية “هوس” صدرت عام 2021، رواية “ما قبل نهاية المطاف” صدرت 2023، كتاب “أريام” وهو أول كتاب نثري ليَّ صدر هذا العام 2024.
– كيـف بـدأتِ رحلتك مع الكتـابة؟
• بدأت أكتب من 8 سنين، كُنت أُسجل يومياتي، وأكتب خواطر صغيرة ما بين سطرين إلى ثلاثة أسطُر، إلى أن بدأت أقرأ أكثر عن أساسيات الكتابة وأُنمي الموهبة لديَّ.
– بالطبع، مُبارك لكِ على إصدارك الأول لكتاب “أريام” .. كيف تشعرين بشأن هذا الإنجاز ومشاركته في معرض الكتاب لعام 2024؟
• الله يبارك فيكِ، “أريام” بالنسبة ليَّ كان أكثر من كونه إنجاز، كان بمثابة مُجازفة، إن أنا بعد روايتين أُصدِر عمل كـ الكتاب وخواطر ونصوص أيضًا، كان شيء قوي أمام نفسي أولاً قبل أي حاجة، لكي أُثبت بها لنفسي أنني أستطيع أن أكتب الشيء أو أُعبر عنه، سواء بخاطِرة التي تُمثل عدد من السطور فقط، أو بـ نصٍ طويلٍ أو حتى بعمل روائي كاملٍ مُتكامل بالأحداث والسرد وكل شيء.
من ناحية اُخرى، يُعد “أريام” بالتأكيد إنجاز بالنسبة ليَّ، كونه عمل ورقي ليَّ فـ أكيد سعيدة جدًا به وبالنجاح الذي حققه؛ وخاصةً أن الطبعة الأولى انتهت في أول أيام المعرض، وكُنت “best seller” طوال فترة المعرض حتى بعد المعرض ما زال كتابي حتى الآن “best seller”، “فالحمد لله كرم من عند ربنا”.
– يبدو أن العنوان “أريام” غامضًا ومُثيرًا .. هل يُمكنك أن تخبرينا قليلاً عن الكتاب وماهية القصة التي يحملها؟
• في البداية “أريام” هو جمع لاسم “ريم”، لكنه لا يخص المحتوى ككل، الفكرة هي أنني سميتهُ بهذا الاسم لأنه يُمثل جزءً كبيرًا من حياتي في الفترة التي كتبت فيها هذا الكتاب، حيث أنه مثلاً شاركني خلال فترة التعليم وبعد ما أنهيت تلك الفترة، والفترة التي كنت أعمل بها وما بعدها أو بعد الاستقالة من العمل، فالكتاب عاش معي مشاعر كثيرة خليط بينها، لهذا السبب سميته “أريام”.
المحتوى نفسه لا يسرد قصة واحدة، لكنه كما ذكرت لكِ هو كتاب نصوص وخواطر كل صفحة تروي أحداث مختلفة غير التي تليها، كتاب يتحدث عن كل شيء تقريبًا، حيث تجدِ هُناك موضوعات عن نصائح تهذيب للنفس في خواطر قصيرة عن الأصدقاء، في خواطر للأهل “الأم والأب” في كُل شيء تقريبًا، بمعنى في حزن في فراق في رومانسية هُناك موضوعات كثرة مُتداخلة فيما بينها.
– ما الذي يُميز كتاب “أريام” عن أعمالك السابقة؟ .. وما الذي دفعك لكتابته وماذا تأملين في تحقيقه من خلاله؟
• ما يُميز “أريام” عن الكُتب الأخرى كما ذكرت لكِ أنه كتاب نصوص وخواطر، فهو “حاجة خفيفة حاجة تخلص في جلسة واحدة ممكن من غير ملل من فكرة تكرار الأحداث وهكذا”، كما أنه كتاب يُمكنك من خلاله فتح أي صفحة عشوائية تقرأيها عادي جدًا دون تأثُر، بمعنى أنها لا تؤثر أو تُحدث تداخل بين الأحداث، لا بالعكس.
وما دفعني لكتابة كتاب “أريام” كما ذكرت لكِ أيضًا أنني كُنت أُريد أن أثبت لنفسي شيء ما، وهو أنني قادرة على الكتابة بأسلوب مختلف ما بين الأنواع الأدبية، مثلاً إن أقدر أسرد وأكتب أحداث، لا وأكتب أيضًا موضوعات صُغيرة وفي الوقت نفسه مُعبرة وتمنحك الشيء المطلوب والإحساس المطلوب أن تشعُري به.
وكُنت آمل أن يُحقق “أريام” نجاحات أكثر كمبيعات وهكذا، وليس لشيءٍ آخر سوى أنه يحظى بشهرة وانتشار عن الكتب التي سبقته وهذا ما حدث بالفعل الحمد لله، أتمنى إن “أريام” يترك أثر طيب مثل باقية أعمالي السابقة، وأن لا يترك شيء وإحساس سيء لأي شخص.
– بجانب “أريام”، لديكِ روايتين سابقتين بعنوان “ما قبل نهاية المطاف” و “هوس” .. هل يُمكنكِ أن تخبرينا قليلاً عن هذه الروايات وما الذي ألهمك لكتابتها؟
• رواية “ما قبل نهاية المطاف” هي رواية تحمل أحداث حقيقية، أي هُناك شخص حقيقي وراء هذه الأحداث، كان يروي ليَّ قصة حياته، وكتبت عنها لكن بشكل مختلف بمعنى غيرت في الأحداث وأسماء الشخصيات، غيرت وجهات كثيرة لكي لا تكون نحت الشخصيات، لكنها كانت مُجرد نحت لفكرة التربية؛ لأن الفكرة الخاصة بالرواية نفسها تتحدث عن الخلل الأسري وعلاقة الأهل بابنائهم، وما يحدث بعد الجواز عندما يُنجبوا دون وعي، وكيف يؤثر ذلك على نفسية الطفل على المدى البعيد؛ لأن الرواية لديها 4 أبطال كُل بطل منهم مرَّ بقصة مُعاناة غير الثانية مع أهله خاصةً، والمعاملة السيئة التي كانت تُدمر نفسيتهم وعندما نضجوا “أصبحوا كِبار” استمر الأذى النفسي كثيرًا معهم.
بينما “هوس” تتحدث عن فكرة الخلل النفسي، وكانت بطلة الرواية شخص يتعالج نفسيًا، وتم كتابة القصة الخاصة بها بناءً على نصائح أخذتها من دكاترة نفسيين كُبار مع إضافة بعض التوعية، وهي “إن مهما السكك ضاقت ومهما الدنيا ضغطت عليك هي بتعدي بكرم ربنا وترتيباته بس من غير ما أنت تعمل أي مجهود في ده، في مشهد كدا بيحصل بيقلب كل أحداث الرواية من الأوحش للحلو وكمان دي قدرة ربنا، فيها جزء بيتكلم عن ناحية الأهل وهكذا”.
لكن الجزء الأساسي الذي كان يتسلط عليه الضوء هو “الخلل النفسي”، وهذا هو الأساس الذي أواظب عليه في كتابة الروايات أنني أكتب عن أكثر من شيء يُكمل كُلاً منه الآخر، الذي يُلاحظ مشهد النهاية الخاص برواية “هوس” ومشهد بداية “ما قبل نهاية المطاف” يعتقد أنهم رواية واحدة أو يظنها جزء ثاني لها، لكن الحقيقة هي أن هذه رواية نهايتها هنا، وهذه رواية بدايتها هكذا، دا شيء ودا شيء آخر لكن لأن هذا هو الواقع، الذي من المفترض أن معظم الناس تعيشه فتشعر أنهم يُكمِلون بعضهم البعض.
فكانت “هوس” تتحدث عن الخلل النفسي، و”ما قبل نهاية المطاف” تتحدث عن الخلل الأسري.
– لطالما انتقلتِ بين مُختلف الأنواع الأدبية في أعمالك السابقة .. هل توجد رسالة مُحددة ترغبين في توصيلها من خلال “أريام”؟
• الرسالة التي أُريد أن أقدمها بشكلٍ عام من خلال أعمالي هي أن أكون شخصية مؤثرة، شخصية تترك أثر طيب في نفوس قُرائها، لكن رسالة “أريام” بشكل خاص هي إنه يكون كـ ونيس لكُل شخص حابب حاجة يقرأها وهو بمفرده مثلاً يقرأها في طريق وهكذا .. إلخ، كُنت أرى أثناء كتابتي لـ “أريام” أنه سيكون “حاجة طيبة حاجة دافئة وحنونة كدا”، لذا اخترت ألوان الغلاف وكُل شيء بحيث يُعبر عن المحتوى الداخلي للكتاب.
– حينما نشرتِ روايتيك السابقتين “ما قبل نهاية المطاف” و “هوس” .. هل لاحظتِ تطورًا في أسلوبك الكتابي وقدرتك على التعبير منذ ذلك الحين؟
• الحمد لله، بالطبع هُناك تطور ملحوظ؛ لأنني عادةً أترك مسافة بين كُل عمل والثاني، أي مثل رواية “هوس” ورواية “ما قبل نهاية المطاف” هُناك فرق سنة بينهما، هذه السنة كُنت أطور بها من نفسي، حضرت فيها كورس كتابة، وأشتري أيضًا كُتب عمومًا دائمًا ما تطور معي أسلوبي في الكتابة ولغتي، فَـ بالطبع هُناك تطور ملحوظ من جانبي ومن الناس أيضًا.
– مـن الـذي قـام بـدعمـك خلال مسيرتك الأدبية؟
• الذي دعمني خلال مسيرتي الأدبية هم أهلي “عائلتي” كلهم، لا أُريد أن أنسى أحدًا ما، “ماما وبابا وأخواتي وهكذا”.
– مـن الكـاتب المفضـل لـدى “ريم ماهر”؟
• في البداية تأثرت بـ أسلوب دكتور “أحمد خالد توفيق”، وكنت بتعلم من أسلوبه جدًا، وكان هو كاتبي المُفضل، مع الوقت لما بدأت أقرأ لأشخاص آخرين بدأت ألتفت لأسلوبهم كـ “مصطفى صادق الرافعي” مثلاً بدأت أتعلم منه أكثر.
– في كتابك الجديد “أريام”، هل هناك أي تحديات محددة واجهتكِ خلال عملية الكتابة؟ .. وكيف تمكنتِ من التغلب عليها؟
• أول مشكلة واجهتني في كتاب “أريام” هو فقدان الشعف الذي كان صعب جدًا، وكان يُعطلني كثيرًا جدًا عن الكتابة، والكتاب أخذ مني وقت في الكتابة أطول مما كُنت أتوقع وأكثر من التارجت الذي وضعته لنفسي.
ثاني مشكلة هي كانت قفلتي من ناحية دور النشر بسبب العقبات التي واجهتني سابقًا في مجال النشر، أنا كُنت آخذة لحين آخر لحظة قرارًا بعدم نشر الكتاب هذا العام 2024، ولو توقف الموضوع تمامًا عند هذا الأمر، هَنشره إلكتروني فقط، لكن “هي بتيسير ربنا جت كده إن أنا أنزل بالكتاب السنه دي 2024”.
– من أين تستمدّين إلهامكِ وما العوامل التي تؤثر في عملكِ الإبداعي كـ كاتبة؟
• لأنني شخص اجتماعي إلى حدٍ ما، فالإلهام يأتي لي من كُل القصص التي أسمعها من حولي من مشاكل، أشعر أنني أُريد أن أكتب أو أُناقش موضوع معين، مثل العنف الأسري وهكذا من كثرة ما أسمع من مشكلة واثنين وثلاثة تتمحور حول نفس النقطة، أشعر أنني أرغب في تصويرها لكن بأسلوبي وبفكرتي غير كُل الأفكار التي سمعتها مِن قبل.
العوامل من ناحية أُخرى هي نفسية أكثر؛ لأن الجو الذي أكتب فيه وما إلى ذلك، جميعها أشياء تجعلني أستطيع أن أكتب بشكلٍ أفضل.
– هل تعتقدين أن لديكِ رسالة أو رؤية معينة تودين أن تنقليها من خلال كتاباتكِ إلى القرّاء؟
• أعمالي كُلها اجتماعية واقعية، الموضوعات التي أُناقشها فيها تُعتبر واقع كما ذكرت جميعنا نعيشه أو أغلبنا، فالرسالة هي أنني أُقدم حلول لمشكلات يمكن أن تراها الناس كـ مشكلات لها حل سلبي فبحاول أوجد لهم حل إيجابي.
– أخيرًا، هل يوجد شيء مُحدد تأملين في تحقيقه في مسيرتك الأدبية المستقبلية؟
• أتمنى أكون شخصية مؤثرة، وتظل كُتبي بنفس الجودة أو أفضل، لكن لا تقل عن ذلك، وإن كُل كتاب أُصدره يترك بصمة، ويكون شيء مفيد.
تُثبت “ريم” أنها كاتبة لها مستقبل واعد في عالم الأدب. نتطلع إلى المزيد من الإبداع والنجاحات منها في المستقبل.
جريدة «المساء العربي» تنفرد في حوار خاص مع الكاتبة “ريم ماهر” .. حكايات من قلب الأدب المُتعدد الأوجه
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.