
جريمة في قلب القرية الهادئة.. من قتل مقاول الطوب؟
كتبت / رنيم علاء نور الدين
لم تكن عزبة “خاطر” التابعة لقرية الجرايدة بمركز بيلا في كفر الشيخ تعرف أن ليلتها ستنتهي بهذا الشكل. قرية صغيرة اعتاد أهلها الهدوء وصوت الرياح الذي يمر بين الحقول، لكن مع شروق شمس اليوم التالي تغيّر كل شيء، بعدما عُثر على جثة شاب ملقاة وسط الأراضي الزراعية، غارقة في دمائها، تحمل آثار طعنات متفرقة، وكأن أحدهم أراد أن يُنهي الأمر سريعًا وبقسوة.
عندما تلقى اللواء إيهاب عطية، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من مأمور مركز شرطة بيلا يفيد بالعثور على الجثة، لم يتردد لحظة في الدفع بقوة من وحدة المباحث وسيارة إسعاف إلى المكان. دقائق قليلة كانت كفيلة بتجمّع الأهالي حول الجثة، وجوه مذهولة، همسات خافتة تتساءل: من يكون؟ ولماذا هنا؟
بالانتقال والفحص، تبيّن أن الجثة لشاب يُدعى «ع. ع. ال»، يبلغ من العمر 52 عامًا، يعمل مقاول طوب.
ومقيم بالقرية نفسها. رجل عرفه الجميع بهدوئه واجتهاده، لا عداوات واضحة، ولا مشاكل تُذكر. لكن الدماء التي رسمت خطوطًا على جسده كانت تقول عكس ذلك تمامًا.
أمرت النيابة العامة بنقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام لتشريحه ومعرفة سبب الوفاة بدقة، كما كلفت فريقًا من رجال المباحث بجمع التحريات حول تحركات المجني عليه في الساعات الأخيرة من حياته، وسماع أقوال أسرته وزملائه في العمل، في محاولة لفك خيوط الجريمة الغامضة.
في القرية، لم يهدأ الحديث. البعض قال إنه شوهد في الليلة السابقة برفقة شخصٍ غريب، والبعض الآخر أكد أنه تلقى اتصالًا غامضًا قبل خروجه من المنزل بدقائق. لكن لا أحد يملك دليلًا، ولا أحد يجرؤ على الجزم بشيء.
الأجهزة الأمنية من جانبها شكّلت فريق بحث عالي المستوى بإشراف مدير المباحث الجنائية، لفحص كل الاحتمالات: الخلافات القديمة، الصفقات الأخيرة، وحتى العلاقات الاجتماعية للمجني عليه. فكل شيء وارد حين تختلط الدماء بالصمت.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الأهالي الحقيقة، يبقى السؤال الذي يؤرق الجميع حتى الآن:
من الذي قتل مقاول الطوب في عزبة خاطر؟ ولماذا؟
جريمة في قلب القرية الهادئة.. من قتل مقاول الطوب؟
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



