اخبار المحافظات

حكاية صيادين السمك الثلاثة الذين أسرتهم إسرائيل وقيامهم بزرع الألغام .

حكاية صيادين السمك الثلاثة الذين أسرتهم إسرائيل وقيامهم بزرع الألغام .

حكاية صيادين السمك الثلاثة الذين أسرتهم إسرائيل وقيامهم بزرع الألغام .

 

كتب محمود بكر 

حكاية صيادين السمك الثلاثة الذين أسرتهم إسرائيل وقيامهم بزرع الألغام .

 من صائدين السمك الى صائدين العدو وزرع الالغام والانضمام الى منظمة تحرير سيناء الذين اصبحوا فيدائيين وكلما جاء اكتوبر شهر الانتصارات يجلسون الثلاثي يتذكرون ايام النكسه الاوائل وما حدث من عمليات قاموا بها وايام الاسر ولكن في هذه السنه وبعد مرور ٥٦ عاما على اسرهم فقدوا واحدا منهم فهم اليوم يتذكرونه ويتحدثون معنا عن ذكرياتهم ايام النكسه

حكاية صيادين السمك الثلاثة الذين أسرتهم إسرائيل وقيامهم بزرع الألغام .

 بعد أن كان منتهى أملهم أن يرزقهم الله بملء شبكتهم من السمك، وبعد أن وقعت نكسة ١٩٦٧ أصر الابطال الثلاثة السيد محمد منصف، محمد أنور المرحوم مغاورى ابراهيم داوود الفدائيين الثلاثة، اعضاء منظمة تحرير سيناء، على قتال العدو وزرع الألغام بدلا من صيد الأسماك، حيث تركوا عائلتهم وكل شىء من أجل تحقيق النصر، وتم أسرهم فى السجون الاسرائيلية 14 شهرا تعرضوا خلالها لجميع أنواع التعذيب حتى عادوا فى صفقة تبادل أسرى.

 

وبدأ الحديث مع الفداءى السيد محمد منصف 

قائلا: «أنا صياد هذه مهنتى التى أفخر بها، وعندما وقع العدوان على سيناء فى 67 طلبت المخابرات الحربية المصرية من محمد غريب شلبى رئيس جمعية الصيادين أن يصطحب الصيادين بحثا عن الجنود التائهين فى الجبال، اجتمع بنا وخرجنا فى 6 مجموعات بقواربنا نعبر الجهة الأخرى بحثا عن الجنود لاستعادتهم بحثنا فى الجبال وانتشرنا فى البحر كل يوم نعبر من السخنة والجناين إلى الناحية الاخرى بسيناء، كنا نعود يوميا بنحو 10 جنود مفقودين أو أكثر حتى تمكنا من إعادة نحو 400 جندى»

 

 

وأضاف: «قامت القوات المسلحة بتقديم الشكر لنا وعرضت على من يريد الاستمرار معهم فى النضال أن يتقدم فكنت أول المعلنين عن رغبتى فى استمرارى معهم وأصبحنا خمسة صيادين فدائيين، وبالفعل استلمنا لاسلكى وعرفنا شفراته وتولى الجيش تدريبنا على الأسلحة وزرع الألغام. أتذكر أبرز العمليات التى قمت بها فى أول يناير 1969 عندما قررنا تدمير أتوبيسين محملين بعشرات الجنود الاسرائيليين ومدرعتى حراس بعدما تلقينا الاوامر بتنفيذ تلك العملية وانطلقنا باللنش إلى منطقة «كشران» واخترنا المكان الذى سنزرع فيه الألغام وعدنا ثانية فى ذات اللنش الذى انتقلنا به فى رحلة الذهاب، وعند الساعة الرابعة فجرا بينما كنا فى البحر فى طريق العودة إلى منطقة الزعفرانه سمعنا أصوات الانفجارات».

 

وتابع: «كانت فى انتظارنا سيارة من المخابرات الحربية المصرية أعادتنا إلى السويس وقام المكتب بتكريمنا بمبلغ مالى كبير، وفى الحقيقة لم نكن نريد أى أموال لأننا عقدنا العزم أن نضحى بأرواحنا فى سبيل نيل الحرية دفاعا عن وطننا الغالى لأننا نرى أننا نقوم بواجب وطنى بعد أن نادانا الوطن فلبينا النداء وعلمنا بعد ذلك أن خسائر العدو كانت مقتل 42 جنديا وتم إذاعة الخبر بجميع إذاعات العالم فيما كذبت إسرائيل وادعت أنه قتل فيها جنديان فقط».

حكاية صيادين السمك الثلاثة الذين أسرتهم إسرائيل وقيامهم بزرع الألغام .

 

وأكمل منصف حديثه قائلا: «فى 15 يناير 1969 كنا فى طريقنا لتنفيذ عملية خرجنا فى قارب بحرى من ميناء بورتوفيق وأخذنا معنا المعدات والألغام وانتقلنا إلى منطقة رأس لجوم قبل حمام فرعون بعدة كيلو مترات. كان الموج عاليا ووصلنا إلى المكان المحدد وزرعنا الألغام إلا أننا فوجئنا ونحن عائدون بمركب تجارى كبير قادم نحونا من بعيد وكانت هذه خدعة من الاسرائيليين وقف أمامنا مباشرة وأطلق علينا النار، حاولنا الهرب دون فائدة وحدثونا عبر مكبرات صوت بتسليم أنفسنا وهو ما حدث بسبب النيران الكثيفة، حيث لم يكن هناك مفر وألقت القوات الاسرائيلية القبض علينا».

 

وأوضح: «ألقينا بجهاز اللاسلكى الذى معنا وجميع معدات الحفر التى استخدمناها فى زرع الألغام فى البحر وأخرجونا من المركب وانتقلوا بنا إلى أبوزنيمة والمفاجأة أن الدليل الذى كان معنا اليهود يعلمون أنه يعمل مع المخابرات المصرية لكنهم لم يستطيعوا إمساك دليل عليه لذا طالبوه بأن يسافر مصر وألا يعود ثانية وإلا سيتم القبض عليه أو قتله، وبضبطه معنا تأكدوا أننا لسنا صيادين عابرين وإنما جئنا لتنفيذ عملية ضدهم وجاء أحد الضباط الاسرائيليين الذى كان يتحدث باللغة العربية وأطلق النيران على زميلى وأصابه بطلقة فى جانبه وتم نقله بواسطة طائرة إسرائيلية إلى مستشفى بتل أبيب، فالضابط كان يقصد إرهابه فقط من اجل إخافتنا لنخبرهم بأى معلومات تساعدهم فى كشف أى عمليات ضدهم لكننا فضلنا الموت على أن نتحدث بكلمة واحدة».

 

وأضاف: ذقنا جميع أنواع التعذيب وتنقلنا من سجن لاخر ومكثت بسجن سرافت ثلاثة أشهر ثم انتقلنا إلى سجن غزة المركزى ثم سجن اشكلوم فى اسرائيل، الا اننى سقطت فى حالة إعياء من شدة التعذيب وتم نقلى إلى مستشفى فى بئر العبد كانوا يعلقوننى بالحبال فى الشجر ويظلون يعتدون على 

 

 

بالضرب، وقمت بسب ضابط إسرائيلى أثناء تعذيبه لى عندما قال لى «عبد الناصر ده مجنون»، سألته لماذا؟ رد قائلا «ماله باليمن وفلسطين ما ينظر إلى شعبه ويرعاه»، فسبيته وقلت له انتم مجانين وليس من حقكم شىء فقام بضربى فوضعت يدى المكبلة بالسلاسل الحديدية خلف رأسى لأحميها من ضربه الهستيرى على، وبعد مكوثى فى المستشفى الذى نقلت له إثر هذا الاعتداء والتعذيب نحو 45 يوما، عدنا فى صفقة تبادل أسرى.

وتذكر السيد محمد منصف زميله فى الكفاح المرحوم البطل المغاورى ابراهيم داوود

وتحدث البطل الفداءى محمد انور وأكد على كلام صديقه فى الكفاح وما تعرض من أساليب التعذيب فى الأسر حيث كان ييتم ربطه يده من الخلف مكبلا بالحديد لأكثر من ١٢ ساعة وتذكر اول تكريم له من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك 

وتحدث ابراهيم المغاورى ابن البطل المرحوم المغاورى ابراهيم داوود بأنه كان رجلا محبوبا من الجميع 

وكلمة قالها السيد الرئيس الراحل السادات 

سوف يجىء يوما نجلس فيه لنقص ونروى كيف خرج خرج الابطال  من هذا الشعب .

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة