مقالات ووجهات نظر

خداع المخابرات العامة المصرية والطعنة القاتلة في قلب اسرائيل 1973

حسام الروبي

 

خداع المخابرات العامة المصرية والطعنة القاتلة في قلب اسرائيل 1973

 

التحقيقات التي نشرتها الصحف الإسرائيلية مؤخراً بشأن قضية أشرف مروان

تحقيقات إسرائيلية متجددة: أشرف مروان رأس حربة الخداع المصري يربك تل أبيب مجدداً

اشرف مروان الجاسوس المصري

 

مع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر (يوم الغفران)، يتجدد الجدل في الأوساط الإعلامية والاستخبارات الإسرائيلية حول شخصية أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والسكرتير الخاص للرئيس أنور السادات، الذي كان يُعرف في دوائر الموساد بالاسم الحركي “الملاك”. وخلال الأسابيع الماضية، شهدت الصحف الإسرائيلية الكبرى، وعلى رأسها يديعوت أحرونوت نشر تحقيقات ومقالات مطولة تكشف عن اعترافات ووثائق جديدة تؤكد دوره المحوري في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية قبل حرب 1973.

 

الاعتراف الصريح: مروان لم يكن عميلاً إسرائيلياً بل “ترس مركزي” للخداع

أبرز ما جاء في هذه التحقيقات هو تبني صحيفة يديعوت أحرونوت لرواية جديدة تعتبر بمثابة “اعتراف صريح” من قبل بعض الأوساط الاستخباراتية والباحثين الإسرائيليين:

1. رأس حربة الخداع المصري أكدت الصحيفة أن أشرف مروان لم يكن العميل الأمثل لإسرائيل كما روج الموساد لعقود، بل كان رأس الحربة و”الترس المركزي” في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية المحكمة التي مهدت لنصر أكتوبر.

2. تضليل الموساد ورئيسة الوزراء: كشفت وثائق سرية إسرائيلية عن أن مروان ضلل جهاز الموساد ورئيسة الوزراء آنذاك، جولدا مائير، بشأن الموعد الحقيقي للحرب.

 

3. استدراج رئيس الموساد: أشارت التحقيقات إلى أن مروان “استدرج رئيس الموساد (تساحي زمير) كالأبله وزرع نفسه في عمق الاستخبارات الإسرائيلية وجعله لعوبة بين يديه

 

4. كذبة صواريخ سكود: تم الكشف عن وثائق سرية تشير إلى “كذبة الـ 400 صاروخ سكود مصري” التي نقلها مروان، والتي أرعبت إسرائيل وتسببت في تأخير وتحييد سلاح الجو الإسرائيلي عن التعامل الفوري مع القوات المصرية والسورية في بداية الحرب، مما منح مصر ساعات ثمينة لتحقيق عنصر المفاجأة.

انقسام إسرائيلي حاد ورفض الموساد

لا يزال هذا الملف يثير انقسام حاداً داخل الأجهزة الأمنية والاستخبارات الإسرائيلية

 رأي الباحثين والصحافة: يتبنى عدد من الخبراء والصحفيين الإسرائيليين (مثل الصحفي رونين بيرجمان) رواية أن “الملاك  خدعهم ، مؤكدين أن هدفه كان إرباك إسرائيل وكسب الوقت للقيادة المصرية

الحقيقة من داخل الكيان 

تُظهر التحقيقات الإسرائيلية الأخيرة، وخاصة تلك التي نشرتها “يديعوت أحرونوت تحولاً ملحوظاً في السرد الإسرائيلي حول أشرف مروان، حيث تتزايد الأصوات التي تعترف بأن مروان كان جزءاً من خطة خداع مصرية محكمة، مما يزيد من تعقيد قضيته التي ظلت مثار جدل لنحو نصف قرن في إسرائيل، ويؤكد على نجاح المخابرات المصرية في توجيه ضربة استخباراتية محكمة لقلب الاستخبارات الإسرائيلية قبل نصر أكتوبر المجيد.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading