خرجت مني إليك
خرجت مني إليك
الشاعر محمد محمود
خرجت مني إليك
لعلي أراك في بهاء اللون
وظزاجة العطر هو يمسح
أصابع زهرته الندية
لينقش همس الريح
وشهيق وزفير البحر
حان خروجها الأبيض
إلى قواقع الظل لتختبئ
من سموات المساء و القبل
على أسقف مراجيح الماء
عند منابع الزيتون مع الشمس
هناك على وجه الصحو والنضرة
المنسابة من أوجار التفاح
وأقاليم العشب الغائر
في فلسفات الندى المشرقة
ومضائق الذاكرة عند بوابات
وإيقاعات أسوار نهر النساء
وهي تنزع ثياب النهر..
وتريق دم الأوجاع
خرجت مني إليك
لعلي أفتح مدن الآلام
المتوسدة نهر الجروح
القاطن فوق أكتاف الظل
وأعود وأنا حررت نساء النهر
وهن يستجيرن من العطش
ويزحفن عميقا نحو قشة الماء
إلى جهات المعنى وهي ترمق
زبدا على شفاه عطشى الجسد
وروح المرايا المشروخة المشاعر
مكسورة الظل
ليخرج جسد الليل
من فوهة النحاس المنصهر
ويضع أصابعة ويصيح
من الوجع
وتعلو صرخات الشهوة
على وسائد من زهرة الريحان
خرجت مني إليك
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.