خروج النبي من مكة من بين ظهري قومه
خروج النبي من مكة من بين ظهري قومه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
خروج النبي من مكة من بين ظهري قومه
اليوم : الخميس الموافق 18 يناير 2024
الحمد لله الواحد القهار، مكور النهار على الليل والليل على النهار، أحمده ما فاحت الأزهار، وما ترعرعت الأشجار، وما تدفقت الأنهار، وما أناب إلى ربهم الأبرار، وعاد إلى مولاهم الأخيار، والصلاة والسلام على المبعوث بالوحدانية، المشرف بالعبودية، الذي هدى به الله الإنسانية، وأنار به أفكار البشرية، وزعزع به كيان الوثنية، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، روي عن عروة بن الزبير رضي الله عنه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتى بيت أبى بكر أحد طرفى النهار، إما بكرة، وإما عشية حتى إذا كان اليوم الذى أذن الله فيه رسوله صلى الله عليه وسلم فى الهجرة.
والخروج من مكة من بين ظهرى قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فى ساعة كان لا يأتى فيها، قالت فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الساعة إلا لأمر حدث، قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إلا أنا وأختى أسماء بنت أبى بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أخرج عنى من عندك” قال يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبى وأمي؟ قال “إن الله قد أذن لى فى الخروج والهجرة” قالت فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال الصحبة” قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكى من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي.
ثم قال يا نبى الله إن هاتين راحلتين كنت أعددتهما لهذا، فاستأجرا عبد الله بن أرقط، قال ابن هشام ويقال عبد الله بن أريقط، رجلا من بنى الدئل بن بكر، وكانت أمه من بنى سهم بن عمرو، وكان مشركا يدلهما على الطريق ودفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما، ويقول ابن إسحاق ولم يعلم فيما بلغنى بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا على بن أبى طالب وأبو بكر الصديق وآل أبى بكر، أما علي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يتخلف حتى يؤدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التى كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته، وقال ابن إسحاق فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج.
أتى أبا بكر بن أبى قحافة فخرجا من خوخة لأبى بكر فى ظهر بيته، وقد روى أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق، قال بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجرا إلى الله يريد المدينة قال “الحمد لله الذى خلقنى ولم أك شيئا، اللهم أعنى على هول الدنيا، وبوائق الدهر، ومصائب الليالى والأيام، اللهم اصحبنى فى سفري، واخلفنى فى أهلي، وبارك لى فيما رزقتنى ولك فذللني، وعلى صالح خلقى فقومني، وإليك رب فحببني، وإلى الناس فلا تكلني، رب المستضعفين وأنت ربي، أعوذ بوجهك الكريم الذى أشرقت له السموات والأرض، وكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين، أن تحل على غضبك، وتنزل بى سخطك، أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجأة نقمتك، وتحول عافيتك وجميع سخطك، لك العقبى عندى خير ما استطعت، لا حول ولا قوة إلا بك”.
خروج النبي من مكة من بين ظهري قومه
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.