قصائد شعرية وأدب

خفقة يأس

خفقة يأس

خفقة يأس

حيدر الزيدي

خفقة يأس
……………..

غداً اذا تساقطت كف الرحيل

لاتقل شيئاً ياحبيبي

غير أن تبصر حنين المقلِ

ها قد دفنت في خيالاتي

قطف الكرم

وعياراً ثقيلاً من عشقٍ ذبل

ونسيت حفيف الياسمين

وهديل الحمام

وظل دير العصافير بأنتظار الأجلِ

شيئاً فشيئاً سينساني المكان

وتذوي الشموع الخضر

نعشاً في حداد البساتين

وتآكل السنون مصطبات الغزل

وانسى اناّ التقينا في الخيال

جمراً وياقوته

أسرّج حصاني الجريح

اركض اطارد خيوط الأمل

بلا مأوى كانت مقلتاك الضريرة

ارعى كثبان الضباب الكئيب

يغمرني عصر الانحناء , تمادى

في ضلوعي

دونما خجل

سلام على جرحي الهدار

سلام على الكرى في عينيّ

يحفّ الاحداق بوابل من كسل

ويخفر صدى الأشجان

على جففوني ملء السنوات

ويقطع صبا الزهرات

التي رصعت عنقك بسلاسل القُبل

من أرتجاف الشفاه

مرّ لحن الغروب

على عابث عشق كهلِ

أني أموت ياحبيبتي

ومضى قرار حتفي عطار المنايا

يمحوني من الأفق

كسرات طفولة وحبات رمل

فأكثري فوق رفاتي صباراً وكافوراً

وضفائر زعفران وبخور بحر

أشم عبير الخبز من يديك

أماه أين انت أين عزاء الأهل

حلقت اعوام النكبة فوق ظهري

القمح ضاع من يدي

سروج جوادي في الوحل

أماه أين انت

حدثني الله عن الأمومة

عن قمر الزّمان وتناهيد الينابيع

ينمنم خدها بحليب الطلل

أغوص الفجاج وحدي

اعرج كرضيعٍ تتبعه القبور القاحلة

اسقني من وطأة الندى

انا طفل على سفوح النجوم

حدثني الرب عن الطفولة

وأنتِ غمامات الليالي

وأنتِ البلابل ورفيف سفرجل

فتشت عنك في ظلال الزغاريد

وغناءاليمام

ودمدمات الزهور

لكن وجهك كأنه قمراً قد أفل

وتتبعت السواقي وأقاصيص الغياب
تضمخ فؤاد الحب

تضائلت قطرات الوشل

أنتصف العمر

تنسمت الجلاميد صحارى فؤادي

أغرورق ذاك الشّباب بالبكاء

وتكورت خيباتي

على بئر الملل

لكنك شبح ونداء صيف

وقصاصة حزن شفيف

هزت مهدي قديما ً

وتراخت في أخدودٍ كطائر ثكلِ

أستفيقي على جرس المراثي

أرقبي شقاء أبنك الخسران

كي تسترد آهة الغفران

أيامي التي سلبت وصدري المشتعل..

……….
خفقة يأس


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة