خلاف على هاتف محمول يتحول إلى جريمة قتل في كفر الدوار
بقلم: رنيم علاء نور الدين
لم يتخيل أحد في منطقة السناهرة بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة،
أن خلافًا عابرًا على ثمن هاتف محمول سينتهي بجثة شاب مسجاة داخل المستشفى، وصديق تحوّل في لحظة غضب إلى قاتل. مساء عادي بدأ بنقاش محتدم، وانتهى بطعنة نافذة في الصدر أغلقت صفحة حياة كاملة.
البلاغ وصل إلى الأجهزة الأمنية بوصول شاب يُدعى مصطفى.م.ا.ي إلى المستشفى العام مصابًا بطعنة قاتلة، لكنه لم يمهل الأطباء فرصة لإنقاذه.
حيث لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله. الجرح كان غائرًا، والمشهد صادمًا، ليبدأ بعدها سباق التحقيق لكشف ما جرى في الدقائق الأخيرة من عمره.
انتقلت قوة من مباحث قسم شرطة كفر الدوار إلى موقع الواقعة، وبدأت في فحص الملابسات وسماع أقوال الشهود. التحريات الأولية كشفت أن الجريمة لم تكن بدافع السرقة أو الثأر، بل نتيجة مشاجرة نشبت بين المجني عليه وصديقه، بسبب خلاف مالي على ثمن هاتف محمول. خلاف تطور سريعًا، خرج عن السيطرة، وانتهى باستخدام سكين.
وبحسب ما توصلت إليه التحريات، فإن المتهم استل السلاح الأبيض خلال المشاجرة، ووجّه طعنة واحدة لكنها كانت كافية لإنهاء الحياة. لم تكن الطعنة نتيجة دفاع أو تهديد مباشر، بل لحظة اندفاع وغضب أعمى، دفع ثمنها شاب في مقتبل العمر.
وبتقنين الإجراءات، نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد هوية المتهم، واستهدافه، والقبض عليه في وقت قياسي. وبمواجهته، أقر بارتكاب الجريمة، معترفًا باستخدام السكين التي تم ضبطها، والتي أصبحت شاهدًا صامتًا على نهاية صداقة تحولت إلى مأساة.
تم التحفظ على جثمان المجني عليه تحت تصرف جهات التحقيق،
وحرر محضر بالواقعة، فيما قررت النيابة العامة عرض الجثمان على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة بدقة، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية، وتسليم الجثمان إلى أسرته المنكوبة.
الواقعة أعادت إلى الواجهة تساؤلات موجعة حول سهولة تحول الخلافات البسيطة إلى جرائم قتل،
وحول الغضب غير المحسوب الذي يحصد الأرواح في لحظة، دون رجعة أو فرصة تصحيح.
وفي نهاية هذا المشهد الدموي، يبقى السؤال الأهم:
كم من الأرواح تُزهق بسبب خلافات تافهة كان يمكن احتواؤها قبل أن تتحول إلى جريمة لا تُمحى آثارها؟
خلاف على هاتف محمول يتحول إلى جريمة قتل في كفر الدوار
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
