
دهسه القطار في لحظة غفلة
بقلم: رنيم علاء نور الدين
في لحظة خاطفة، وبين صوت عجلات القطار وصفير لا يمنح فرصة للنجاة، انتهت حياة شاب من قرية عرب البياضين التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعدما حاول عبور قضبان السكة الحديد من مكان غير مخصص للمشاة، ليتحول المشهد إلى مأساة صامتة لا تحتمل التأويل.
البداية كانت ببلاغ تلقاه اللواء عمرو رؤوف، مدير أمن الشرقية، من مستشفى بلبيس المركزي، يفيد بوصول شاب في حالة حرجة، مصابًا بنزيف داخلي وكسور متعددة في أنحاء متفرقة من جسده. دقائق قليلة داخل غرفة الطوارئ لم تكن كافية لإنقاذه، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصاباته البالغة، قبل أن يتمكن الأطباء من التدخل.
على الفور، تحركت الأجهزة الأمنية، وبدأت التحريات التي أشرف عليها اللواء محمد عادل، مدير المباحث الجنائية، لكشف ملابسات الواقعة. وبالفحص وسماع أقوال الشهود، تبيّن أن الشاب أثناء عبوره شريط السكة الحديد من نقطة عشوائية، باغته القطار واصطدم به بقوة هائلة، أطاحت به أرضًا ودهسته، متسببًا في الإصابات القاتلة التي أودت بحياته في الحال تقريبًا.
التحريات أكدت عدم وجود أي شبهة جنائية في الواقعة، وأن ما حدث كان نتيجة محاولة عبور خاطئة في مكان غير مخصص للمشاة، وهو ما يتكرر في العديد من المناطق الريفية، حيث تتحول السكة الحديد إلى طريق مختصر، لكنه بالغ الخطورة.
تم إخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وقررت انتداب الطب الشرعي لمناظرة الجثمان وبيان السبب الدقيق للوفاة، مع التصريح بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية، كما كلفت المباحث بتكثيف تحرياتها للتأكد من عدم وجود أي ملابسات أخرى.
رحل الشاب في صمت، وترك خلفه أسرة مكلومة، وقرية استيقظت على خبر مفجع، أعاد للأذهان خطورة الاستهانة بقواعد السلامة، خاصة في محيط خطوط السكك الحديدية.
ويبقى السؤال الذي يتكرر مع كل واقعة مشابهة: كم من الأرواح يجب أن تُفقد قبل أن ندرك أن اختصار الطريق قد يكون أقصر طريق إلى الموت؟
دهسه القطار في لحظة غفلة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




