حوادث وقضايا

"دهس تحت أعين الكاميرات"

كتبت / رنيم علاء نور الدين

"دهس تحت أعين الكاميرات"

“دهس تحت أعين الكاميرات”

كتبت / رنيم علاء نور الدين

كان المساء قد بدأ يهبط على حي الشيخ زايد، والناس يتجمعون أمام النادي الشهير في بيفرلي هيلز، لحظة عادية جدًا… قبل أن تتحول إلى مشهد فوضوي يسقط فيه ثلاثة أشخاص تحت عجلات سيارة يقودها رجل كان يفترض أنه رياضي محترف، ملاكم يعرف معنى السيطرة والانضباط قبل أي شيء آخر.

بدأت الحكاية من داخل مدرسة دولية؛ “خناقة” بين طالب صغير وثلاثة أشقاء اعتدوا عليه. لم تتخيل الأم وقتها أن خلاف أطفال قد يمتد إلى الشارع، ويتحول إلى حادث دهس كاد يودي بحياة ابنها وزوجها وابن شقيقها.
خرجت الأسرة من النادي تحاول إنهاء المشكلة، لكن المفاجأة كانت تنتظرهم في الخارج: سيارة مسرعة، وصوت فرامل، ثم ارتطام يتكرر ثلاث مرات.

كاميرات المراقبة رصدت كل شيء. سيارة تندفع مباشرة نحو الضحايا، أجساد تتناثر على الأرض، وصراخ يملأ المكان. إصابات في الوجه، كسور متعددة، وجروح متفرقة.
ومع ذلك، حين واجهت النيابة المتهم بالمقطع المصوّر… أنكر.

أصرّ الرجل، وهو رجل أعمال وملاكم، على ترديد جملة واحدة:
“محصلش… ومكنش قصدي.”

لكن الفيديو كان واضحًا. والنيابة، برئاسة المستشار مصطفى بركات، أنهت تحقيقاتها وأحالت المتهم إلى المحاكمة بتهمة الشروع في القتل، وقررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، مع التحفظ على السيارة لحين انتهاء الإجراءات.

غدًا… السبت، تقف القضية أمام محكمة جنح الشيخ زايد لتصدر حكمها.
قضية أثارت الرأي العام بعد رواية والدة الطفل المصاب، التي أكدت أن ما بدأ داخل المدرسة انتهى بدهس في الشارع، في واقعة لم يتوقع أحد أن تتصاعد بهذه الطريقة.

ومع كل هذه التفاصيل، يبقى السؤال الذي يشغل كل من شاهد الفيديو وقرأ القصة:
هل كان ما حدث فعلًا “غير مقصود”… أم أن الحقيقة أقرب لما رأته الكاميرات لا لما قاله المتهم؟


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading