مقالات ووجهات نظر

رأي الأصفهاني في عقيدة السلف

رأي الأصفهاني في عقيدة السلف

رأي الأصفهاني في عقيدة السلف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

رأي الأصفهاني في عقيدة السلف

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الأصبهاني وهو أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران، وقد نقل العلامة محمد صديق حسن خان في كتابه” الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح” في مسألة العلو أقوال كثير من العلماء من مختلف العصور ومن بين من نقل عنهم، قال، قال الشيخ الإمام المحدث المحقق في العلوم العقلية والنقلية محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي مذهبا، الأشعري معتقدا، السني إتباعا في “كتاب سيف السنة الرفيعة في قطع رقاب الجهمية والشيعة” وهكذا كان من كلام أبي نعيم الأصفهاني في عقيدة السلف، قال في أولها طريقتنا طريقة المتبعين الكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال فمما اعتقدوه.

أن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش واستواء الله يقولون بها، ويثبتونها، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستوي على عرشه في سمائه دون أرضه وخلقه، وكما قال الحافظ أبو نعيم في كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين، وأجمعوا أن الله فوق سماواته، عالي على عرشه مستوي عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية وإنه بكل مكان خلافا لما نزل في كتابه فيقول تعالي في سورة الملك ” أأمنتم من في السماء” ويقول تعالي في سورة فاطر ” إليه يصعد الكلم الطيب” ويقول تعالي في سورة طه ” الرحمن علي العرش استوي” فسبحانه وتعالي له العرش المستوي عليه.

والكرسي الذي وسع السماوات والأرض، وهو قوله تعالي في سورة البقرة “وسع كرسيه السماوات والأرض” وكرسيه جسم، والأرضون السبع والسماوات السبع عند الكرسي كحلقة في أرض فلاة، وليس كرسيه علمه كما قالت الجهمية، بل يوضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه تعالى وتقدس يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده والملائكة صفا صفا، كما قال تعالى في سورة الفجر ” وجاء ربك والملك صفا صفا” وزاد النبي صلى الله عليه وسلم “وأنه تعالى وتقدس يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده فيغفر لمن يشاء من مذنبي الموحدين، ويعذب من يشاء، كما قال تعالى في سورة المائدة ” يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء”

وهذا هو ما سبق تقريره من كلام السلف رحمهم الله في إثبات علو الله سبحانه وتعالى على خلقه، وأنه سبحانه وتعالى مستوي على عرشه، وفيه إبطال قول من أول الاستواء بالاستيلاء، حيث قال لا مستول عليه كما تقول الجهمية إنه بكل مكان، والسلف يذكرون الجهمية ويريدون بهم المعطلة في الجملة، يعني كل من أول في الصفات، وسمع الإمام أبو نعيم الأصبهاني من أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، ومن القاضي أبي أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد القصار، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني وأحمد بن إبراهيم بن يوسف التيمي والحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي وأبي إسحاق بن حمزة، وغيرهم.

وتوفي أبو نعيم الأصبهاني الحافظ في العشرين من المحرم سنة ربعمائة وثلاثون من الهجرة، وله أربع وتسعون سنة، وإن جمهور من ترجم لأبي نعيم الأصبهاني رحمه الله يقولون إنه مات يوم الاثنين الموافق عشرون من شهر محرم وجاءت أقوال أخرى أن وفاته كانت في الثامن والعشرون من شهر محرم، وقيل واحد والعشرين، وقيل ثماني عشر من شهر المحرم وقال ياقوت الحموي ودفن بمردبان، وقال الخوانساري الأصبهاني وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود، من محلات أصبهان.

رأي الأصفهاني في عقيدة السلف


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة