رحلة البحث عن الكنز
بقلم/ أحمد الجرف
رحلة البحث عن الكنوز مرهقة لا تعرف الراحة .وحتمية الحصول على الكنوز غير مضمونة .ولكن الامر يستحق المحاولة والعناء . ما أقصده هنا ليس ذلك الكنز المادى الاجوف الزائل .
إنما ذلك الكنز المستديم الذى يمتد أثره . ويشد به العضد . ويكون السند والركن الشديد . انها رحلة البحث عن الصديق .
فى الحقيقة لا أحد يبحث عن الصديق . إنه بمثابة هدية السماء . غير قابلة للتكرار ولا الإستنساخ . هو تلك الروح التى تحوم حول روحك المعذبة فتشترك معها فى الكثير من الصفات التكاملية وليست المتماثلة أحيانا .
فالتكامل أدعى أن تبحث عنه . فيعتدل الصديقان بالرفق والشدة والحزم والاناة . أنها صفات لا ترسم وشخصيات لا تبنى فقط تجده فى حياتك بعد عناء فاذا وجدته فقد أويت الى ركن شديد تمسك به و تعلق به فلن ينفعك أحد غيره .
أنه انيسك وجليسك . وقد يتواجد حولك ويمنعك من صداقته فقط الخوف من كشف نفسك أمامه . الا ان الحقيقة تقول دائما لان تعيش وحولك من تطمئن اليه خير من ان تعيش كتوما حتى تمرض وتعيش معذباً بين ما يسعدك وما يشقيك وحدك،
فى هذا العالم المتغير الذى لا يستقر على حال . فقط يتقلب . ويؤلم من آن لاخر لا يخفف من المه الا وجود ذلك الصديق القريب .
لا تبحث فى الصديق عن الكمال ولا عن الصفات المشتركة وقد يلتقى الضدان على ما فيهم من الاختلاف بينما يتنافر الشبيهان على ما فيهم من القرب ,
أراد الله فى هذا العالم للإنسان طيب الحياه وجدية السعى ولا يلتقيان الا بوجود من تأنس له الروح .
كان للنبي صديق هو صاحبه كما وصفه الله عز وجل فى القرآن
(إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) يخفف عن الم الاذى ويشد من أزره . وكان لموسي اخاه يشد من عضده .وكان للعذراء يوسف النجار يهون عليها مصاعبها .
ستهون الحياة بالصديق وتتسع وستضيق الحياة عليك وحدك حتى تخنق روحك . ابحث فيمن حولك علك تزيل اثر التراب عن الذهب .فاذا وجدته تمسك به وتعلق به تعلق الناجى من الفرق فقد ينجيك فى الدنيا والاخرة .
فرب صديق يدعوا لك فيستجيب الله له بظهر الغيب فتنعم فى الدنيا والأخرة .ولا تتوقع ان تكون لك الكثرة منهم فهم على غلائهم قله وعلى اهميتهم متوارون عن الانظار فالظفر كل الظفر أن تجد أحدهم .
فاذا وجدته فاحسن اليه واقبل عنه وتجاوز عن اخطائه فليس الصديق من لا يخطى وانما من اقبل منه ويقبل منى وانصحة وينصحنى .
فاللهم يسر لنا من يدعوا لنا يوم أن يصمت الناس وينصرفوا الى الدنيا ويظل هو يذكرنى واذكره .
رحلة البحث عن الكنز
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
