مقالات ووجهات نظر

رسالة إلى صديقى المتحير

رسالة إلى صديقى المتحير

رسالة إلى صديقى المتحير

بقلم / أحمد الجرف

لا أعلم من أين أبدا ولكننى من معرفتى المتعمقة لشخصك لاتحب الإستماع إلى النصائح والمواعظ , اُصدقك القول ,

ولا أنا ,
أعتبرها وصاية , وحجراً على وحكماً بأننى غير قادر على تدبير أمورى ولكن مؤخراً , أصبحت أكثر صبراً ,

أتمعن وأقرأ الأفكار، كنت فيما مضى أتمعن لأعرف ما خلف الكلمات وما مغذاها وما الهدف منها ,

وهل هى للإستعلاء وإظهار القدرة على الحكمة من الشخص الناصح ,

هل هى من عوامل التأثير على كوسيله للبعض لفرض الهيمنة والأحقية ,

لكن وبعد وقت ليس بالقصير أدركت شيئا هاما ,

اِننى اُدير صراعاً منفردا ً مع نفسي , نفسي فقط هذا الصراع حتى لايفسر الواقع اِنما يقلل من اِمكانية الإستفادة من الكلمات ,

اَدركت ساعتها أن اتوقف عن كل هذا واستمع لعلى أجد مما يقال ما يلاقى ما ابحث عنه ,

بعد مدة ,وجدت بداية افكار , طرق فى التفكير , مفردات غائبة , معانى مفقودة .

دعنى أبدا حديثى معك من ثوابت التفكير التى اعتدت العمل بها حينما اُواجه بعض المشكلات اتوجه فوراً للبحث عن حلها بإحدى الطريقتيتن المعروفتين ,

المواقف المشابههة أوتجارب منقولة , ثم استحدثت طريقة اُخرى ,

وهي الطريقة البدنية , وأستخدمها أكثر حين يكون الأمر خاصاً بالضغط النفسي،

(الجرى – الرياضة العنيفة ) واُريد أن أُقرر أنها أفضل طريقة , ثم مؤخراً لجأت الى طريقة مبتكرة ,

اذا لم تكن المشكلة ذات أهمية مؤثرة فانى اتخلص منها بالإعراض وحسب

كما علمنا الله فى سورة يوسف

الأيه رقم (29) ( يوسف أعرض عن هذا )

ووجدتها هي الأفضل , تلك كانت البداية .

دعنا ندخل إلى ثوابت الشخصية الإنسانية وإحتياجاتها لعلنا نصل الى نقطة نظام لتكون البداية المنطقية فى إنهاء حالة الإرتباك فى التفكير ,

الحاجات الاساسية قى حياتنا،

( الدين- الأكل”الشرب” النوم” الزواج” الأمن.. )

ثم الحاجات الإضافية وهى لاتقل أهمية عن عن الحاجات الأساسية

( الأصدقاء” العلاقات الشخصية”العمل” النجاح “الطموح ” الثبات..)
وهنا تبدا أولى مشاكلنا , إن ما يعتبره البعض أساسيا يراه الأخر إضافياً عن جدارة .

هنا بداية ضياع طرف الخيط والتحير,

إذ أن الأساسيات أذا تحققت وقفنا على أرض صلبه يمكن منها الإنطلاق والعودة

قال الله فى سورة قريش
( فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )

هذه هى الإحتياجات الاساسية الحقيقية التى أقرها الله للبشر لتصل بهم إلى الثبات النفسى

( الأمن – الغذاء)

هاتان الأساسيتان كفيلتان بأن يذهب الناس إلى العبادة دون تردد الشاهد ,

إن الخطوة الأولى أن أجد لقدمى موضعاً ..

أين أنا من الأساسيات؟

فإذا كان فيها خلل يجب على الفور السعى إلى إنفاذه , هنا تثبت الأقدام وتبدأالحركة السليمة , نبدأ بشيئ هام جداً.

لن أزيد أكثر حتى أتلقى منك ياعزيزى جواباً.. أكمل او لا … حتى لا أفرض نفسي اكثر.

فأنا أيضا من الباحثين الجادين عن طوق نجاة …مثلى مثلك …أعجز كثيراً …ولا أجد حلاً غير الإعراض .

دعنى أتطرق الى نقطة أساسية أعتبرها حجر الزاوية (الدين) كيف أتعامل مع الله ؟

للأسف الكثير من رجال الدين صوروا الدين على أنه مجموعه من الثوابت الجامدة والروابط الجافة الملزمة والغير ممتعة للمتلقى,

إنى أرى غير ذلك ,
أرى أنها علاقة طبيعية بين رحمن رحيم ومخلوق محبوب من الرحمن الرحيم ,

ليس غضبانا منى طوال الوقت سبحانه ولا يتصيد لى الاخطاء ولا يبحث كيف يخطئنى ولا يتفنن كيف يعذبنى ,

إنه ببساطة هو من أوجدنى بحبه وأرادته وجعل الرسل لتخبرنى عنه فما عرفناه الا من الرسل وليس من العقل كما يقولون .

نعود فنقول ,

كيف استمتع بتلك العلاقة و أنسجم فيها ؟
إما الأنغماس الكامل فى التفاصيل حتى اللاعودة …وهو ما حذرنا منه الخالق والرسل               (ولن يشاد الدين أحد الاغلبه )

وإما بالإتباع المبسط جدا للأساسيات بدون التفكر أو الإنغماس دون البحث عن مواطن الإستمتاع .

فى البداية..فقط أريد أن أتعود , نعم أتعود ولا أستعجل ,
الصلاة فى أوقاتها كعادة مبدئياً والباقى موسمى بحت .

فمتى ما تعودت , صرت من جملة المدعوين الى اللقاءات المتكررة للرب القادر .

تاتى هنا الخطوة الثانية منه جل وعلا وليس منك .
هو سبحانه  من يرى إنضباط عبده وحرصه على الأداء فيحلى العبادة ويرغبها فى نفسه .

على العموم ليست مسؤليتك ,
فقط الإلتزام فى التوقيتات والحركات ثم يبدأ الهدف الاساسى من الدين

وهو أيجاد رابطة جادة ومستديمة بين الخالق والعبد , كيف ذلك ؟
تحدث معه بأريحية وكلام عامى تماما تجاسر , إشتكى له إبكى له توسل إليه أستجديه,استعطفه.
سيبادلك بكل مشاعرك أضاعفاً من الفيض حدثه وأنت تقود السيارة وأنت تاكل وأنت فى فراشك بعد مدة سيصير أنيسك .

وما إن تم الأنس حتى بدأنا مرحلة متعة العبادة والونس بعظيم .

هنا فقط نستطيع أن نقول اننا لدينا الركن الركين حجر الزاوية .

ولكن قد نتعثر ولا نستقيم إطمئن تلك سنة ماضية وطبيعية جدا وتحدث كثيراً .

هو سبحانه يعلم ذلك ولكن صر على الصلاة ولو من مبدأ العادة وإن كانت بلا مشاعر مؤقتاً .

صدقنى سيقبلها ويقبل معها معاناتك فى الحفاظ عليها..وسيساعدك كثيرا

كمال أخبرنا الرحمه للعالمين محمد ( ص)

في الحديث القدسي:

( إذا تقرب العبد زراعا تقربت إليه باعا وإن أتانى يمشي أتيتة هروله )

يحصل مع هذة الخطوة هدوء وسكينه تحتاجها للانتقال للمرحلة الثانية ولكنى عند رأيئ لن استفيض حتى تطلب منى أن اكمل أو انتهى حتى لا أثقل عليك .

ولكن فى نهاية هذا الجزء الأول أقول أن هذه خطوة لايصلح قبلها خطوة هى حجر الزاوية .

وإلي لقاء قريب بإذن الله مع الجزء الثاني من

رسالة إلى صديقى المتحير

بقلم / أحمد الجرف


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة