سايكس – بيكو الجديدة فى الشرق الأوسط
سايكس – بيكو الجديدة فى الشرق الأوسط
بقلم/ أحمد الجرف
دائماً ما تعتبر الدول الغربية أن الشرق والعالم القديم هو مصدر الثروات والمعين الذى لا ينضب أبداً وبين الحين والآخر تسعى للسيطرة عليه تاره بالقوى العسكرية أو ما نسمية بالقوى الصلبه . وأخرى بالقوى الناعمة .و أحياناً بإتفاقات شراكة واهية لا تخدم الا المصالح الغربية .
فى نهاية الامر المستفيد الأول والأخير هى تلك الدول ذات النفوذ العسكرى والسياسي والتكنولوجى .
لذلك تحرص دول الهيمنة تلك على أن تصل أفكار الضعف والوهن والإستكانة إلى تلك الشعوب الغنية حتى تذعن لأى طارق يلقى لها بالقليل من المال أو المنافع بينما يغفل الكثير من الحقوق لتلك الشعوب فى الثروات .
والمتأمل لحركة الثروات النفطية فى العالم يدرك أن الدول المصدرة للنفط لا تملك حصة تزيد عن النصف فى أفضل الأحوال فى مبيعات تلك المواد التى تعتبر المصدر الرئيسي لنمو كافة الصناعات والتكنولوجيا فى العالم بينما تحصل دول الهيمنة على أكثر من البلاد المنتجة ذاتها .
هذا النموذج النفطى يتكرر بإستمرار فى كل مناحى العالم القديم من المعادن النفيسة الى الثروات الطبيعية الى الارض الزراعية .فى حالة من الطمع المستمر وفى حالة من تصدير الجهل لتلك الدول لتبقى تابعة للدول المهيمنة .
إننا أمام موجة جديدة من تلك التقسيمات السرية والتى أعلنت عنها القوة الغربية فور إعلان الصين عن مبادرة الحزام والطريق فى محاولة لإثبات نفسها على خريطة التجارة العالمية
إن المتأمل للمشهد السياسي يرى بوضوح إن اى تقسيم للثروات يسبقه التواجد القوى سواء كان عسكرياً أو ثقافياً أو إقتصادياً .
الشاهد أننا أمام موجة جديدة من التواجد العسكرى فى أماكن ومفاصل العالم .
يقود هذا التواجد دول عظمى تدفع أمامها بدول تنفذ لها ما تريد مثال (اسرائيل – اوكرانيا ) . وتحمى تلك الدول العظمى الدول التى تنفذ المخطط بدقة.
إن إطلاق اليد العسكرية لبعض الدول فى المنطقة وصمت الدول الكبرى الأخرى يدل على أن هناك إتفاق مسبق وتقسيم جديد دبر بليل .
وإن ما يحدث فى فلسطين ولبنان وسوريا وايران واليمن والسودان يؤكد تلك الرؤية .
إن خطة الغرب في إطلاق-سايكس بيكو الجديدة تتمثل بالتقسيم الطائفي وتأجيج النزاعات بين مختلف المناطق العربية، واثارة النُعَر الطائفية في مناطق البلد الواحد .
ثم تضخيم خطر تلك الفصائل عبر الآلة الإعلامية ثم حشد الرأى العام العالمى لضرب و إحتلال تلك الدول و الإستيلاء غلى ثرواتها .
كما حدث فى الشركات العسكرية التى اسموها (داعش – الميلشيات المسلحة )
التى كانت تحارب فى سوريا وشيطنة النظام السورى بل وحشد العالم لمحاربتة ثم إنظر كيف اختفت الشركات العسكرية من سوريا تحت الحماية العسكرية الامريكية جهاراً .
هنا ستدرك الاجابة على السؤال الاتى من المستفيد ؟ إنه بكل بساطة من تبقي ومن أنشأ القواعد العسكرية فى سوريا .
كانت تمثيلية رخيصة اول ضحاياها الشعب السورى نفسه الذى جاءت من اجلة القوات الغربية والشرقية وان الذى خطط لاحتلال سوريا هو نفسه الذى انشا القواعد للتتجه تلك الشركات العسكرية الى بلد اخر .
ولأصحاب نظرية ضحض المؤامرة أقول :عليك أن تجيب على سؤالى من اين أتى و اين اختفى تنظيم القاعده وداعش ؟الاجابة فى جملة واحدة : انتهت المهمة .
إن العالم اليوم يتجهه فى نظرنا الى المجهول والاحداث متلاحقة ولكن على الجانب الاخر من وجهه نظر الدول الغربية فانه ينفذ خطة محكمة لإتفاقية تقسيم جديدة ,
لذلك علينا جميعا ان نتعالى عن إنقساماتنا الداخلية ونرى العمق الحقيقى لامتنا , العمق العربي والافريقى حيث القوة والعمق والسند .
الحقيقة لن يقدم الغرب لنا الحلول طالما يرانا كنزاً يملكه المتخلفون . فقط سيدعك تستمتع ظاهرياً ببعض المزياً الشكلية . وسيستخدها هى ايضاً لانجاح التفرقة والعنصرية بين الدول
انظر كيف تنظر الدول النفطية الى الصومال . الى اليمن الى جيبوتى الى الدول الفقيرة .
يرونهم اصحاب الحظوظ السيئة وانهم عالة على المجتمعات الراقية والمتحضرة بينما اليمن هى اساس العرب وقلبه وعماده . وجيبوتى متحكمة فى البحر الاحمر وكذلك الصومال . من افقرهم والجأهم ؟
انهم نفس المجتمعات التى تريدنا ان ننظر اليهم باستعلاء وأن ندير ظهورنا لهم .
فى النهاية آن لنا ان ندرك ماتبقي من هيبتنا ونعلم ان مصدر قوتنا فى عروبتنا فى ظهرنا الافريقى ساعتها سينهض الجميع وسيعلم الغرب اننا لاول مرة قرأنا المشهد بشكل سليم ساعتها فقط ستعود الهيبة العربية والافريقية .
سايكس – بيكو الجديدة فى الشرق الأوسط
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.