سلسلة مرسى أمان.. لمسات صغيرة تعيد الدفء للأسرة
المقال الثالث (الجزء الثاني)
بقلم: د. سماح مصطفى
مرسى أمان… لقلوبٍ تبحث عن الطمأنينة
البداية من داخلنا… لا من حولنا
كثير من الأسر تُرهقها ضغوط الحياة وتنتظر التغيير من الخارج؛ من شريكٍ أكثر تفهّمًا، أو ظروفٍ أخف وطأة.
لكن الحقيقة أن أول خطوة نحو الطمأنينة تبدأ من داخلنا.
من لحظة وعي صغيرة تقول فيها لنفسك: “أنا مش لازم أستنى يتغيّر… ممكن أبدأ أنا.”
حين نغيّر نظرتنا للأمور، يبدأ الدفء بالعودة دون أن نشعر
لمسات صغيرة… تصنع فرقًا كبيرًا
ليس الحل دائمًا في الحديث الطويل.
أحيانًا نظرة، أو ابتسامة، أو كلمة بسيطة مثل:
“تعبت النهارده؟”
“أنا مقدّرة اللي بتعمله.”
كلمة واحدة قادرة أن تفتح بابًا كان مغلقًا منذ شهور.
الاهتمام الصادق لا يحتاج مجهودًا خارقًا، بل إحساسًا حقيقيًا يُشعر من أمامك بأنه ليس وحيدًا في هذه المعركة
فسحة قريبة للعاطفة
وسط زحمة الأيام، نحن في حاجة إلى “فسحة قريبة” للقلب.
لحظات بسيطة من دفء إنساني — لا تحتاج رحلة ولا مناسبة خاصة.
مجرد عشر دقائق في نهاية اليوم، نحكي لبعض دون لوم، نسمع دون مقاطعة، ونضحك حتى لو التعب مالئ الملامح.
الطمأنينة لا تأتي فجأة، إنها تُبنى لحظة بلحظة من مواقف صغيرة مليئة بالحضور والاهتمام
لغة القلوب قبل الأفعال
العلاقات لا تنهار من قسوة الأيام، بل من غياب اللغة المشتركة بين القلوب.
تعلم أن تسمع بنية الفهم لا الرد،
وأن تسأل بنية الاطمئنان لا التحقيق،
وأن تسامح بنية الإصلاح لا الإدانة.
هذه التفاصيل الصغيرة هي ما تحمي الحب من البرود، وتحافظ على الودّ حين يصمت الكلام
وقت لنفسي… ووقت لينا
من حق كل إنسان أن يأخذ وقتًا لنفسه ليرتاح ويهدأ، لكن دون أن ينسى “وقت لينا”.
التوازن هو السرّ؛ أن نمنح بعضنا مساحة للتنفس، ونقترب في الوقت نفسه.
الراحة النفسية ليست رفاهية… إنها شرط أساسي كي نحبّ ونكمل
💭 سؤال قبل الختام…
هل يمكن للأسرة أن تستعيد دفئها العاطفي وسط كل هذا الضجيج؟
الإجابة تبدأ بخطوة صغيرة… وبقلبٍ قرر أن يسمع قبل أن يتكلم .
مرسى أمان… لقلوبٍ تبحث عن الطمأنينة
✍️ بقلم: د. سماح مصطفى
سلسلة مرسى أمان.. لمسات صغيرة تعيد الدفء للأسرة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.