مقالات ووجهات نظر

سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي

سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي

سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام الخراشي، ويعد الخراشي شيخ عموم المالكية في عصره، فقال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل هو العلامة الإمام والقدوة الهمام، شيخ المالكية شرقا وغربا، قدوة السالكين عجما وعربا، مربي المريدين، كهف السالكين، سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي، ولم يحظ الشيخ بشهرة كبيرة، إلا أن له مؤلفات عدة وصلت إلي عشرين مؤلفا، وقد ردد البعض مقولات حول وجود إحدي عشر إماما للأزهر قبل الشيخ الخراشي، إلا أن كتب التاريخ أجمعت على اعتبار الإمام الخراشي هو شيخ الأزهر الأول، ويتذكر المصريون جميعا الشيخ الخراشي.

بمقولتهم الشهيرة “يا خراشي” حيث تعود تلك المقولة لتجمع الناس واستغاثتهم بالإمام ضد الولاة، كما كان منزلة محكمة شرعية للناس، وحينما توفي لم يجد الناس منزل أخرى يلجأون إليه فظلوا يرددون مقولة “يا خراشي” وكان الأزهر الشريف ولا يزال منارة العلم في مشارق الأرض ومغاربها، يأتيه طلبة العلم من كل فج عميق، لينهلوا من علوم مشايخه وأخلاقهم ما يجعلهم سفراء للإسلام علماء بعلومه وفنونه المختلفة، ولم يكن للأزهر الشريف شيخا محددا يتولى مسؤوليته، بل كان السلاطين والأمراء على مر العصور هم من يتولون إدارة شؤون الأزهر الشريف والإشراف عليه، لكن مع ازدياد طلبة العلم الأزهريين رأى السلطان العثماني سليمان القانوني فرمانا.

يقضي بأن يتم تنصيب شيخا للأزهر يتم اختياره من قبل العلماء، لتكون مهمته الإشراف على شئون الأزهر الدينية والإدارية، وبالفعل وقع الاختيار حينها على الشيخ الإمام محمد بن عبد الله الخراشي المالكي، ليصبح بذلك أول شيخ للأزهر الشريف، وكان ذلك فى أواخر القرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادى، وتحديدا عام ألف وستمائة وتسع وسبعين ميلادي، وأما عن ولايته لمشيخة الأزهر، فإنه تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخراشي أول من تولى منصب شيخ الأزهر، فقد ولي مشيخة الأزهر سنة ألف وتسعين من الهجرة، الموافق ألف وستمائة وتسع وسبعين ميلادي، وكان عمره وقتذاك حوالي ثمانين عاما، واستمر في المشيخة حتى توفاه الله.

وقد وافاه أجله المحتوم صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من شهر ذي الحجة سنة ألف ومائة وواحد هجرية، الموافق ألف وستمائة وتسعين ميلادي، عن عمر يناهز التسعين عاما، ودفن مع والده بوسط قرافة المجاورين، تاركا للأزهر ما يقرب من عشرين مؤلفا.

 

سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة