مقالات ووجهات نظر

صاحب كتاب أساس البلاغة

صاحب كتاب أساس البلاغة

صاحب كتاب أساس البلاغة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

صاحب كتاب أساس البلاغة

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن فقهاء الإسلام والذي كان من بينهم الإمام الزمخشري، وهو صاحب المؤلفات العظيمة ومن مؤلفاته في اللغة هو أساس البلاغة، والمستقصى في الأمثال، والفائق في غريب الحديث، ومقدمة الأدب وهو قاموس من العربية للفارسية، والقسطاس في علم العروض، وفي النحو المفصل في صنعة الإعراب، والأنموذج، والمفرد المؤلف، وفي الحديث مشتبه أسامي الرواة، وفي التفسير، تفسير الكشاف المشهور، وفي الفقه، الرائض في علم الفرائض، وفي الزهد أطواق الذهب في المواعظ، وكتاب النصائح، وفي الجغرافيا كتاب الامكنه والجبال والمياه، وفي الأدب له مقامات يطلق عليها مقامات الزمخشري، وهي تتكون من مقدمة، وخطبة، وخمسين مقالة.

وفي المقدمة قدم نصائح لمن يتناول الكتاب بالتأني في قراءته والوقوف علي كل لفظ، وتفهم المعاني الواردة، كما نصح بألا يقدم الكتاب إلا لعالم أو متدين أو أديب، كذلك طلب ممن يريد نسخ الكتاب أن ينسخه بخط جيد وأن يضع عليه اسم المؤلف كما طلب الدعاء له بالرحمة والرضوان، وفي الخطبة صنع مدخلا للمقامات وجعلها أساسها هو نصيحة نفسه وذلك عندما أصابه مرض في شهر رجب سنة خمسمائة وإثني عشر من الهجرة، فأخذ عهدا علي نفسه إن شفاه الله من المرض، أن يسلك مسلك الجد وأن يبتعد عن السلاطين والأمراء ويقلع عن مدحهم والتماس العطايا منهم، وفي آخر الخطبة أخذ العهد علي نفسه أن يتعلم علوم القرآن والحديث والعلوم الشرعية.

أما المقامات فقد نوع موضوعاتها بين الحكمة والوصايا والأدب والتاريخ إلى غير ذلك من الكتب القيمة، وأشهر كتبه على الإطلاق هما تفسير الكشاف، وأساس البلاغة، وفي نهاية المطاف وبعد رحلة طويلة عاد الإمام الزمخشري إلى خوارزم بعد ذلك حيث توفي في عاصمتها الجرجانية، فتوفي ليلة عرفة سنة خمسمائة وثماني وثلاثين من الهجرة، الموافقه عام ألف ومائة وثلاث وأربعين ميلادي رحمه الله رحمة واسعة، وكما كان من الأئمة هو الإمام ابن كمال باشا زادة رحمه الله تعالى، وهو الذي ذكره حسين حسام الدين في كتابه تاريخ أماسية،أن له ابنا اسمه إبراهيم، وبنتا اسمها صفية، زوجها من ابن مؤيّد زاده عبد الرحمن المسمى بعبد الوهاب، ولقد قضي العلامة ابن كمال باشا حياته كلها في خدمة العلم وطلابه.

وشغل كل وقته بالكتاب مطالعا أو باحثا أو مؤلفا، حتى زادت مؤلفاته عن ثلاث مائة رسالة في فنون شتى، وبعد هذه الحياة الحافلة بالعلم والتدريس والإفتاء والقضاء أدركته المنية في يوم الخميس الثاني من شهر شوال عام تسعمائة واع وتسعين من الهجرة، بعد طلوع الشمس، في مدينة قسطنطينية، وصُلي عليه بعد الظهر من ذلك اليوم، في جامع السلطان محمد خان، ودفن في ذلك اليوم أمام الزاوية التي سكانها الصوفية المنسوبة إلى الأمير البخاري، وقيل أنه في يوم عيد الفطر عرض عليه الوصية بإسقاط الصلاة، وقال “أكملت يوم عرفة سبعا وستين سنة من العمر، وليس عليّ صلاة غير مؤداة سوى ما فاتني في هذا المرض، وقيل في تاريخ وفاته أيضا ارتحل العلوم بالكمال، وكتب على قبره هذا مقام أحمد.

وعلى أكفانه هي آخر اللباس، وكلها يتضمن تاريخ وفاته، وكان يقول وهو يحتضر يا أحد نجنا مما نخاف فحسبت بعد موته، فكانت تاريخا لوفاته أيضا بحساب الجمل، وحكى بعض المترجمين له أنه لما بلغ خبر وفاته الديار الشامية صلوا عليه غائبة بجامع دمشق، وكذلك بالمسجد الحرام، وهذا يدل على اشتهاره في العالم الإسلامي لخدمته العلوم الشرعية بالتدريس والإفتاء والتأليف، كما يدل على تقديرهم لدرجته العلمية واعترافهم بِمكانته الرفيعة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

صاحب كتاب أساس البلاغة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة