صعوبة البلاء وجزاء الصابرين
صعوبة البلاء وجزاء الصابرين
السفيرة: د.سلوى بنموسى
المغرب
يا له من عنوان !!
سأتطرق للبلاء أولا
هو شيء يأتي للإنسان يضايقه ويحزنه ويغم وجدانه
ويجعله متأففا وقانطا وساقطا
ومتعبا من هوس البلاء !!
فقد يكون البلاد معنوي أو مادي
معنوي أجده بموت أحد الأفراد المقربين جدا لنا مثل وفاة الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الخالة أو العمة أو الجدة .. أو بازمات صحية متعددة الأخطار والعلل والأمراض ..
مادي برزق ضاع منا
من تجارة باءت بالفشل
بعمل طار من أيدينا
بمال لم يكتب لنا
بقوت لم ننل رزقه
ابتلاءات الحياة عديدة إذا
فالمؤمن من اعتبر وأخذ الدرس جيدا من الحياة وتقلباتها الضارية والضاربة
بعض الحلول : ان لا ننظر للآخر في رزقه سواء بالصحة أو المال الوفير لديه
أن نتجنب البكاء والولولة والنحيب
أن نؤمن بالقدر خيره وشره
أن نتقرب لله تعالى
بالصلوات والأدعية والتصدق بما ملكت أيدينا
حسب المستطاع !!
ولو بشق ثمرة ..
لأن الصدقات تزيل الأمراض والشرور
أن نجد ونعمل بايمان وروية وحب العمل
ونكافح من أجل لقمة العيش الحلال
و نوقن أن رزقنا سيسوقه لنا الله عز وجل لا محالة فعليه وجب شكر المنان اللطيف الخبير النصير
الذي يعلم ما في القلوب والصدور
ما ظهر منها وما خفي
إذ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
إذا المحن كثيرة ونحن البشر دوما نسعى لطيب الرزق ولبلوغ المنى والسعادة والحصول على حياة كريمة ونظيفة فيها بذخ واسراف وبحبحة
نطلب أن لا نمرض
نطلب كل شيء ..
وإن لم ننله بكينا على الأطلال
وعلى كان أبوك صالحا وغنيا ..
فلم نفعل ذلك بأنفسنا ونزيد من تفقم الأمر هما وغما
الحكمة يا سادة يا كرام البررة من الابتلاء
هو أن نقف وقفة تأمل للخالق عز علاه ولحياتنا وأمورنا ولأقوالنا ولأفعالنا ولمعتقداتنا ولعيشنا وعملنا ووطننا الصغير والكبير
نظرة موضوعية وشمولية نعيد فيها التفكير ونبتغي منها العلو عن المادة العرجاء
ونتقي الله تعالى في صحتنا وذريتنا الصالحة
وأن لا نطلب الكثير ..
بل نقنع بالقليل ليضاعفه لنا رب العالمين أضعافا مضاعفة
وأن تستكين أرواحنا وننعم بالسلم الداخلي
ونهدأ ونشكر الله عزه علاه في تنهيداتها وزفراتها وفي نبضاتنا وصحتنا ..
وعملنا ولو كان متواضعا لا يهم الراتب البتة لانه يفي ببعض متطلبات الحياة
ويبتعد عن الكماليات لا بأس بذلك
” ولكل مجتهذ نصيب ”
وجب أن نفهم ان الابتلاء فيه خير لنا
” وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ”
هناك عدة أمثلة لذلك :
كقصة سيدنا يوسف في الجب رموه إخوانه
وسيدنا نوح بلعه الحوت
ويونس أصابه مرض الجذام
الصابرين أجد أن لهم الأجر والثواب المضاعفين في الدنيا والآخرة وبالتالي سينالون كل المتمنيات العظام
إن بعد العسر يسرا
إن وعد المنان الرحيم موتوق منه وموجب
لأنه لا يخلف أبدا الميعاد
دوما يكافؤنا ويجازينا حسب أعمالنا ونياتنا الحسنة
“ولسوف يعطيك ربك فترضى ”
فيا نفسي الأبية الفاضلة ارفقي عن روحي سلاما وارضي بالقسمة والنصيب
وأن ابتليت يوما فاحمدى الرحمن واسجدي له وتابعي حياتك قريرة العين ومؤمنة ومتسامحة مع ذاتك والآخر
ومطمئنة وراضية بما منحك الله تعالى من صحة وقبول وصداقات وأسرة وبيت يلمك وأناس يفرحون لفرحك هم عزوتك في السراء والضراء
فاليوم أمر وغدا موعد
تزول فيه التحسرات والدموع ويسود فيه النعيم والفرح والسعادة يا رب
والحمد لله دوما وأبدا
على كل حال
السفيرة د.سلوى بنموسى
المغرب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.